الخوف من الاخوان المسلمين ليس له مبررات ...
محمد حمود الفقيه
الثلاثاء , 22 نوفمبر 2011
الساعة 01:40
مساء
انتهجت الجماعة البرامج السلمية نحو سعيها في المشاركة السياسية في مصر أولا ، وقد واجهت الجماعة القمع والتنكيل بأعضائها ، لكنها صمدت في مواجهة المخططات التي كانت تستهدفها من قبل الأنظمة المتعاقبة في مصر ، ويليها بعض من الدول العربية والإسلامية ، لكنها استطاعت بسلميتها وببرنامجها السياسي ان تتجاوز كل العوائق التي كانت تمر بها .
دأبت الجماعة على الاستمرار والعمل الدؤوب من دون كلل أو ملل ، حتى استطاعت في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ان تدخل مجلس الشعب المصري ، ودخلت مجلس النواب اليمني ، وشاركت الجماعة في الانتخابات التشريعية الكويتية ، ودخلت أيضا في مجلس النواب الأردني ، لكنها أجهضت في سوريا وليبيا وتونس والمغرب والجزائر والعراق ، نظرا لما كانت تمر به تلك البلدان من استبداد سياسي ، حتى وصلت عقوبة الانتماء الى الجماعة في بعض هذه البلدان العربية الى حد الإعدام .
استطاعت جماعة الإخوان المسلمون التركية (حزب العدالة والتنمية )ان تحقق فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية ، ودخلت المسرح السياسي التركي ، بعد ان حوربت لأكثر من ثلاثة عقود من قبل النظام العلماني ، قدم حزب العدالة والتنمية التركي نموذجا حيا في تاريخ البلاد ، وقدمت البرامج السياسية والاقتصادية الناجحة حتى استطاعت بهذا العمل ان تفوز للمرة الثانية في الانتخابات ، عمل حزب العدالة والتنمية التركي على إبراز دور تركيا إقليميا ودوليا ، وسعى لإقامة علاقات دبلوماسية وتجارية مع كثير من دول الجوار ، استطاع حزب العدالة ان يعيد الثقة بنفسه لدى الأتراك بعدما شوه صورته النظام العلماني على مدى عقود .
حركة حماس الجناح الإخواني في فلسطين هي الأخري فازت بالانتخابات الفلسطينية رغم المواجهة التي مرت بها الحركة مع الاحتلال ، لكنها وبفضل نضالها التكتيكي الإستراتيجي السياسي والجهادي على حد سواء حققت الكثير من الإنجازات تجاه الشعب الفلسطيني ، آخرها عملية تبادل الأسرى بينها وبين اسرائيل أفرجت الأخيرة على نحو 1427 أسيرا فلسطينيا مقابل الجندي شاليط الذي كانت الحركة أسرته في عملية نوعية شمال القطاع .
هذه مقطتفات فقط من سيرة الإخوان المسلمين ، والذي نريد طرحه هنا ان هنالك هجمة قوية ضد الأخوان من التيارات اليسارية والعلمانية ، فأقول لهؤلاء: ألم يقبل بهم الإخوان طيلة عقود من حكم الشعوب العربية والإسلامية ، ألم يفسح لهم المجال عدد سنين من السلطة والمنعة ، إلي أي مدى وصل هؤلاء بشعوبنا من الرقي والتقدم ، الى مرحلة وصلت بلداننا في عهدهم من التنمية والبناء والصناعات والتجارة والزراعة وغيرها ، نستطيع ان نشبه فترتهم التاريخية التي حكموا بها البلدان العربية والإسلامية كمن دخل دار فيه بابان دخل من الأول وخرج من الأخير ، هؤلاء الذين يحذرون من التيارات الإسلامية ووصولها الى الحكم، لم يحققوا شيء يذكر في تاريخنا المنصرم منذ قيام الاستقلال الى يومنا هذا ، هؤلاء الذين يخافون من الإخوان لم ينجحوا إلا في كبت الحريات وتهجير النخب من العلماء والمهندسين والمثقفين ، نتيجة أفكارهم الضيقة لم يقبلوا بمن يكون فينا نابغة أو من حصل منا على براءة اختراع في مختلف المجالات ، هؤلاء نجحوا فقط في حمل السوط على ظهور الكثير من عظمائنا وعلمائنا حتى اضطر الكثير منهم الى الخروج من الوطن والعيش في الخارج ، هؤلاء المناهضون للأخوان المسلمين قد حكموا على الإخوان من دون أدلة أو تجربة حقيقية ، فالمتهم دائما بريء حتى تثبت إدانته ، لا يمكننا ان نستبق الزمن والأحداث فكل ما يقال عن الإخوان ليس صحيحا .
لا يهم النظرة الفكرية المضادة للأخوان المسلمين ، فكلُ له أفكاره المطروحة ، المهم هو ماذا سيقدم الحزب القادم الحاكم للأمة ، ماذا سيعمل تجاه الفقراء ، كيف سيحل مشكلة البطالة ، أين سيكون مؤشر اقتصاد الدولة بين الاقتصادات العالمية ، كم أراضي ستزرع في البلاد لإيجاد الأمن الغذائي والتخلص من التبعية الغذائية للخارج ، كم سيكون متوسط الدخل الفردي ، ماهي الأرضية الصناعية التي سنبني عليها انتاجنا ، كل هذه الأسئلة وغيرها هي التي ستكون كفيلة بإيجاد الأدلة لمن سيحكم بعد الثورة ، فامام من سيتربع على كرسي الحكم القادم مهمة ليست كما يتصورها البعض مهمة جدية ومسئولية كبيرة تجاه الأوطان و الشعوب
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |