صوت إنذار أمريكي عاجل يدق أجراس الخطر: مجلة "Foreign Affairs" تحذر من كارثة إقليمية وشيكة قد تحول اليمن إلى برميل بارود ينفجر في وجه المنطقة بأسرها، بعد أن باتت محافظة حضرموت - أكبر المحافظات اليمنية وأغناها بالنفط - مسرحاً لمعارك قادمة قد تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط.
التحليل الاستراتيجي الأمريكي يكشف عن سيناريو مرعب: التحركات العسكرية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت تقود البلاد نحو هاوية صراع أوسع وأعنف من الحرب الدائرة منذ تسع سنوات، مما قد يفجر الوضع الإقليمي ويهدد استقرار الدول المجاورة.
الخطر الأعظم يكمن في تفكك الجبهة المناهضة للحوثيين - وهو بالضبط ما تنتظره جماعة الحوثيين لتعزيز سيطرتها واستغلال الانقسامات الداخلية. حضرموت ليست مجرد محافظة عادية، بل القلب النابض للاقتصاد اليمني والبوابة الجنوبية للسيطرة على ممرات التجارة العالمية الحيوية.
واقع صادم: أي محاولة لفرض السيطرة بالقوة على هذه المنطقة الاستراتيجية ستكون بمثابة عود الثقاب الذي يشعل انفجاراً داخل معسكر الحكومة المعترف بها دولياً، مما يفتح المجال أمام مواجهات دموية بين الفصائل اليمنية بدلاً من توحيدها ضد عدوها المشترك.
المشهد الكابوسي الذي ترسمه التقديرات الأمريكية يتضمن:
- انهيار التحالف الحكومي وعودة الحرب الأهلية بصورة أكثر تعقيداً وضراوة
- استغلال الحوثيين للفوضى لتوسيع نفوذهم وتعزيز مواقعهم العسكرية والسياسية
- تهديد مباشر للأمن الإقليمي وانتشار عدوى عدم الاستقرار للدول المجاورة
- كارثة إنسانية جديدة تضاف لمأساة شعب يعاني منذ قرابة عقد من الزمن
الأخطر من ذلك كله: التقرير الأمريكي يحذر من أن غياب الانخراط الجدي لواشنطن في الملف اليمني قد يسمح بانهيار البلاد نهائياً، مما سيجعل التدخل اللاحق أكثر تكلفة وتعقيداً، وقد يكون بعد فوات الأوان.
رسالة أمريكية واضحة: الوقت ينفد أمام منع تحول اليمن إلى صراع شامل جديد، والإدارة الأمريكية تقف أمام مسؤولية تاريخية لمنع كارثة قد تترك تداعياتها المدمرة على استقرار المنطقة بأكملها وممراتها التجارية الحيوية لسنوات قادمة.