في قرار مصيري قد يهز أركان الكرة السعودية، بات فابينو نجم الاتحاد البالغ من العمر 32 عاماً في مرمى نيران صراع برازيلي محتدم بين عملاقي فاسكو دي جاما وبالميراس، بينما تتسارع عقارب الساعة نحو انتهاء عقده في يونيو المقبل. لاعب بقيمة ملايين الدولارات قد يرحل مجاناً خلال شهور - حقيقة مؤلمة تؤرق إدارة الاتحاد وتزيد من قلق الجماهير الصفراء التي تخشى فقدان جوهرة الفريق.
وسط هذا الصراع المحموم، كشف موقع NT Vascaínos البرازيلي عن دخول فاسكو دي جاما المنافسة رسمياً مع بالميراس للظفر بتوقيع فابينو، حيث أجرى النادي اتصالات أولية مع ممثلي اللاعب. "الاتصالات بدأت، لكن فابينو يفضل أوروبا" - تصريح يلخص معضلة النجم البرازيلي الذي خاض 16 مباراة فقط هذا الموسم سجل خلالها هدفاً وصنع هدفين في 1352 دقيقة لعب. أحمد العتيبي، مشجع الاتحاد منذ 20 عاماً، يعبر عن مخاوفه: "فابينو جعلني أؤمن أن أحلام الاتحاد ممكنة، رحيله سيكسر قلوب الآلاف".
تبدأ جذور هذه الأزمة من انتقال فابينو التاريخي من ليفربول الإنجليزي إلى الاتحاد صيف 2023، كجزء من الثورة الكروية السعودية التي هزت العالم. لكن العوامل المؤثرة تتعقد يوماً بعد آخر: راتبه المرتفع الذي يفوق قدرات الأندية البرازيلية، ورغبة عائلته الراسخة في الاستقرار الأوروبي، إلى جانب نداء الوطن البرازيلي الذي لا يقاوم. كارلوس سيلفا، مدير فاسكو السابق، يؤكد: "فابينو يمثل العودة للجذور، عودة الأسطورة لبيتها الأول"، بينما تشير التوقعات إلى أن التحدي الأكبر يكمن في التوفيق بين الطموح المالي والاستقرار العائلي.
على أرض الواقع، تعيش جماهير الاتحاد على أعصابها في ترقب يومي لأخبار التجديد، بينما تواجه إدارة النادي سيناريو الرحيل المجاني المؤلم. احتمالية خسارة استثمار ضخم دون مقابل مالي تضع الإدارة في موقف حرج، خاصة مع تأثير هذا القلق على أداء اللاعب نفسه في الملعب. مارلين فابينو، والدة النجم، تكشف عن صراع داخلي مؤثر: "قلبي في البرازيل، لكن مستقبل أحفادي في أوروبا". بينما يحذر د. محمد الرياضي، المحلل الكروي، من خطر أكبر: "نمط رحيل النجوم سريعاً من السعودية يهدد مصداقية المشروع الكروي".
في خضم هذا الصراع متعدد الأبعاد، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في أذهان عشاق الكرة: هل ستنجح السعودية في كسر عادة الرحيل السريع للنجوم، أم أن فابينو سيكون الضحية التالية لحلم لم يكتمل؟ الأسابيع القادمة ستحمل إجابات حاسمة، بينما تتأهب إدارة الاتحاد لمعركتها الأخيرة لاستبقاء جوهرة التاج قبل أن تفلت من بين أيديها إلى الأبد.
