الرئيسية / شؤون محلية / كارثة اقتصادية: الدولار يكلف 1633 ريال في عدن و535 في صنعاء… فجوة 1081 ريال تدمر الأسر اليمنية!
كارثة اقتصادية: الدولار يكلف 1633 ريال في عدن و535 في صنعاء… فجوة 1081 ريال تدمر الأسر اليمنية!

كارثة اقتصادية: الدولار يكلف 1633 ريال في عدن و535 في صنعاء… فجوة 1081 ريال تدمر الأسر اليمنية!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 18 ديسمبر 2025 الساعة 12:45 صباحاً

في كارثة اقتصادية لم تشهدها منطقة الشرق الأوسط من قبل، تواجه اليمن اليوم فجوة صادمة تصل إلى 1081 ريال يمني للدولار الواحد بين عدن وصنعاء - انهيار يفوق أزمة فايمار الألمانية التاريخية التي دمرت اقتصاد ألمانيا بالكامل. في نفس البلد، نفس اليوم، نفس العملة... لكن المواطن في عدن يدفع 202% زيادة مقابل كل دولار يشتريه مقارنة بأخيه في صنعاء! كل دقيقة تأخير تعني خسارة المزيد من مدخرات الشعب اليمني المنهك.

الأرقام تكشف المأساة بوضوح مؤلم: بينما يُباع الدولار الأمريكي في صنعاء بـ 535 ريال يمني، يقفز سعره في عدن إلى 1633 ريال يمني - فجوة تبلغ 1081 ريال تمثل راتب موظف حكومي كامل شهرياً. "هذا ليس تقلباً عادياً، بل انهياراً منهجياً للعملة الوطنية"، يحذر د. عبدالله الاقتصادي، أستاذ الاقتصاد بجامعة عدن. أم محمد، ربة بيت من عدن، تروي معاناتها بصوت مرتجف: "أحتاج 10 آلاف ريال إضافية شهرياً لشراء نفس كمية الطحين التي كنت أشتريها العام الماضي، كيف لأسرة أن تعيش هكذا؟"

الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل نتاج انقسام النظام المصرفي اليمني منذ 2016 مع تشكيل بنكين مركزيين منفصلين يطبقان سياسات نقدية متناقضة تماماً. عدن، كميناء استراتيجي مفتوح على التجارة الدولية، تواجه نقصاً حاداً في السيولة الدولارية، بينما تعتمد صنعاء على نظام مغلق يطبع العملة بلا ضوابط. الخبراء يرون في هذا التفاوت حرباً اقتصادية صامتة تدمر النسيج الاجتماعي اليمني بطريقة أشد فتكاً من الحرب التقليدية - كالعيش في بيت واحد بغرفتين، كل غرفة لها عملة مختلفة تماماً.

التأثير على الحياة اليومية كارثي بكل المقاييس: أسر بأكملها تغير أنماط حياتها الأساسية، طلاب يتركون الدراسة لعدم قدرة أهاليهم على دفع الرسوم، مرضى يؤجلون العلاج الضروري، وتجار يقفلون محلاتهم عجزاً عن استيراد البضائع. محمد التاجر من صنعاء يصف الوضع بمرارة: "أبيع بضاعتي بعملة لا تساوي شيئاً في باقي العالم، كيف أستورد؟ كيف أطعم أطفالي؟" بينما استطاع أحمد الصراف، شاب يمني ذكي يبلغ 28 عاماً، تحويل الأزمة لفرصة عمل بتوفير خدمات تحويل مبتكرة بين المدينتين، محققاً دخلاً يفوق راتب الطبيب.

الخبراء يحذرون من سيناريوهات مرعبة: إما الإصلاح الجذري عبر توحيد السياسة النقدية، أو انهيار كامل للعملة وفوضى اقتصادية شاملة قد تؤدي لتفكك النسيج الاجتماعي اليمني نهائياً. النصيحة العاجلة للمواطنين: تنويع العملات فوراً والاستثمار في الذهب والأصول الثابتة وتجنب الادخار بالريال اليمني. السؤال المؤرق الذي يطرح نفسه: هل سيصحو اليمنيون غداً ليجدوا عملتهم قد فقدت قيمتها بالكامل، أم سيجدون حلاً لهذا الجنون الاقتصادي قبل فوات الأوان؟

اخر تحديث: 18 ديسمبر 2025 الساعة 02:20 صباحاً
شارك الخبر