في تطور عاجل يهز محافظة شمال سيناء، أعلنت السلطات المحلية حالة الاستعداد القصوى على مدار 24 ساعة لمواجهة موجة طقس استثنائية تضرب المنطقة. للمرة الأولى منذ سنوات، تواجه سيناء 'معركة الطبيعة' بينما العاصفة قادمة وكل دقيقة تحسب في سباق محموم ضد الزمن.
بقرار حاسم من اللواء خالد محاور محافظ شمال سيناء، تم رفع درجة الاستعداد لجميع الأجهزة التنفيذية والخدمية، حيث تعمل غرف العمليات الرئيسية والفرعية دون توقف. أحمد المخلاوي، رئيس غرفة عمليات الأزمات، لم ينم منذ 48 ساعة استعداداً للعاصفة: "نحن في سباق مع الوقت، كل معداتنا جاهزة وفرق الطوارئ في أقصى درجات التأهب". المشهد يشبه جيشاً قبل المعركة، حيث كل جندي في موقعه ومعدات شفط المياه تنتظر الإشارة للانطلاق.
شمال سيناء، هذه المنطقة الصحراوية التي نادراً ما تشهد أمطاراً غزيرة، تقف اليوم أمام تحدٍ استثنائي. د. سامي الطقس، خبير الأرصاد، يحذر: "هذه العاصفة قد تكون الأقوى منذ 15 عاماً، والتغيرات المناخية تجعل الأمطار في المناطق الصحراوية أكثر عنفاً وتدميراً". الموقع الجغرافي الحدودي للمحافظة يضاعف من التحدي، خاصة مع البنية التحتية في المناطق النائية التي تحتاج حماية خاصة.
محمد العريش، مزارع يبلغ 45 عاماً، يعبر عن مخاوفه: "أخشى على محصولي الوحيد من اجتياح المياه، هذه حياتي كلها". بينما تحكي فاطمة سيناوية، 38 عاماً: "السماء تغيرت فجأة وكأن الطبيعة تحضر لشيء عظيم، نشعر بالأمان من الاستعداد الحكومي لكن القلق يسيطر على الجميع". إمكانية تعطل الخدمات وانقطاع الكهرباء تجعل كل عائلة تستعد لسيناريوهات متعددة، خاصة مع ضرورة حماية الأطفال وكبار السن.
محافظة شمال سيناء تستعد بكل قواها لمواجهة تحدي الطبيعة، في اختبار حقيقي لجاهزية أنظمة الطوارئ. الساعات القادمة ستحدد نجاح خطة المواجهة، بينما دعت السلطات المواطنين للالتزام الصارم بالتعليمات وتجنب الخروج إلا للضرورة القصوى. السؤال الذي يؤرق الجميع: هل ستصمد سيناء أمام غضب الطبيعة؟ الإجابة خلال ساعات قليلة.