في تطور صادم يهز شمال المملكة، يجد أكثر من 100,000 شخص أنفسهم تحت تأثير تحذير جوي عاجل، حيث تضرب الصواعق الرعدية سماء منطقة الجوف كل 30 ثانية في مشهد مرعب ونادر. المركز الوطني للأرصاد يرفع حالة التأهب القصوى محذراً من حالة جوية "خطيرة" تتطلب إجراءات فورية حتى فجر الثلاثاء.
أحمد المطيري، سائق شاحنة متجه إلى عمان، اضطر لإيقاف رحلته تماماً بعد انعدام الرؤية الأفقية إلى أقل من 50 متراً. "شعرت وكأنني أقود في نفق مظلم، والبرق يضرب حولي بلا هوادة،" يروي أحمد وهو ينتظر في محطة وقود على طريق سكاكا. المركز الوطني للأرصاد يؤكد أن هذه "حالة تتطلب أخذ الحيطة والحذر" مع تأثر مئات الكيلومترات من الطرق الحيوية بين السعودية ودول الجوار.
خلف هذا المشهد الدراماتيكي، تكشف البيانات العلمية عن تضارب عنيف بين الكتل الهوائية في المنطقة، مما يذكرنا بحالة مشابهة ضربت الجوف عام 2018 وأدت لإغلاق الطرق لساعات طويلة. د. فاطمة العنزي، أخصائية الطقس الإقليمي، تؤكد أن "هذه الظواهر طبيعية لكنها تتطلب حذراً شديداً، خاصة مع الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمنطقة الذي يجعلها عرضة لتأثيرات المنخفضات القادمة من الشام والعراق."
محمد السالم، مقيم في سكاكا، يصف الأجواء بـ"المخيفة والمثيرة في نفس الوقت" بينما يشاهد من نافذة منزله مشهداً يشبه فيلماً سينمائياً: "الرؤية أصبحت مثل النظر من خلال ستارة سميكة، والرعد يهز البيت كل دقائق." بينما يلغي المسافرون رحلاتهم ويختبئ السكان في منازلهم، يرحب المزارعون سراً بهذه الأمطار النادرة التي قد تحيي الأرض الصحراوية وتحسن المياه الجوفية لشهور قادمة.
مع اقتراب نهاية هذه "المعركة" الطبيعية فجر الثلاثاء، تبقى الدروس واضحة: قوة الطبيعة لا تُقاوم، وأنظمة الإنذار المبكر السعودية أثبتت كفاءتها في حماية الأرواح. التوقعات تشير لتحسن تدريجي وعودة الحياة لطبيعتها، لكن السؤال يبقى معلقاً في أذهان الجميع: هل أنت مستعد حقاً لمواجهة قوة الطبيعة عندما تقرر إظهار غضبها؟
