في صدمة حقيقية هزت الأسواق المصرية اليوم، قفز سعر الذهب بشكل جنوني ليسجل ارتفاعاً تاريخياً قدره 125 جنيهاً للجرام الواحد خلال ساعات قليلة فقط، في مشهد لم تشهده البلاد منذ سنوات طويلة. الأرقام صادمة: الجنيه الذهب ارتفع بقيمة 1000 جنيه في يوم واحد، وهو مبلغ يعادل راتب شهري كامل لكثير من المصريين!
بدأت المأساة منذ ساعات الصباح الأولى حين قفز السعر أولاً بـ45 جنيهاً، لكن الكارثة الحقيقية وقعت في منتصف التعاملات عندما انفجرت الأسعار بـ80 جنيهاً إضافية دفعة واحدة. "لم أصدق عيني عندما رأيت الأرقام" يقول محمود التاجر بخان الخليلي وهو يمسح العرق من جبينه، "الزبائن يدخلون محيرين ويخرجون مذهولين، الأسعار تطير مثل الصاروخ نحو السماء." أحمد محمود، الموظف الحكومي الذي كان يوفر لشراء دبلة خطوبة ابنته، وقف عاجزاً أمام اللوحات الجديدة: سعر العيار 21 وصل إلى 5765 جنيهاً للجرام، أي أن مدخراته التي كانت كافية أمس لم تعد تشتري نصف ما كان يحلم به.
لكن ما حدث في مصر ليس معزولاً عن العالم، فقد شهدت الأسواق العالمية ارتفاعاً مدوياً بنسبة 1.35% ليصل سعر أونصة الذهب إلى 4338 دولاراً، وفقاً لبيانات وكالة بلومبرج. السبب؟ عدم الاستقرار في الأسواق الدولية والهروب نحو الملاذ الآمن. هذا الارتفاع العالمي انعكس مباشرة على السوق المصري، خاصة مع ارتفاع تكاليف الاستيراد وتقلبات سعر الصرف. د. محمد الخبير الاقتصادي يؤكد: "هذه ليست نهاية القصة، الذهب سيظل الملاذ الآمن طالما استمر عدم الاستقرار العالمي."
في الشوارع المصرية، تحولت محلات الصاغة إلى مسارح لدراما حقيقية. فاطمة علي، ربة المنزل الذكية، وصلت مسرعة لتبيع مجوهراتها القديمة وحققت ربحاً لم تحلم به، بينما وقف العشرات في طوابير طويلة أمام المحلات، منهم من جاء ليبيع ومنهم من جاء ليشتري ثم غادر خائباً عندما رأى الأسعار الجديدة. رائحة المعدن اللامع تختلط مع أصوات الآلات الحاسبة وأنفاس الزبائن المتوترة، ولوحات الأسعار تتغير كل ساعة. السيناريو الأسوأ يطرق الأبواب: إذا استمرت هذه الوتيرة، فقد نشهد وصول سعر الجرام إلى 7000 جنيه قريباً، مما يعني كارثة حقيقية للعائلات التي تخطط للزواج أو تعتمد على الذهب كوسيلة ادخار.
بينما يحتفل مالكو الذهب بثرواتهم المتضاعفة، تواجه آلاف العائلات المصرية اليوم قراراً صعباً: إما تأجيل أحلام الزواج والخطوبة، وإما دفع مبالغ خيالية لم تكن في الحسبان. الخبراء ينصحون بعدم التسرع والانتظار لرؤية ما ستؤول إليه الأمور، لكن السؤال المطروح الآن: هل سيتوقف هذا الجنون عند هذا الحد، أم أننا على أعتاب موجة جديدة من الارتفاعات ستجعل الذهب حلماً بعيد المنال للمصريين؟
