في تطور صادم هز أروقة الأمن، كشفت الأرقام الرسمية عن 172 حالة تهريب يومياً خلال أسبوع واحد فقط - أي حالة تهريب كل 8 دقائق على مدار الساعة! هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تعلن عن ضربة موجعة لشبكات الإجرام بضبط 1205 محاولات تهريب مدوية شملت مخدرات وأسلحة ومواد محظورة. الساعات القادمة حاسمة والأرقام تكشف حجم التهديد الحقيقي الذي يواجه المملكة.
في عملية أمنية استثنائية شملت جميع المنافذ الجمركية البرية والبحرية والجوية، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط 2966 صنفاً مهرباً متنوعاً - رقم مذهل يعادل قطعتين ونصف لكل مهرب مضبوط. النقيب أحمد العتيبي، ضابط جمارك متخصص، يروي: "نجحنا في ضبط 15 حالة تهريب خلال الأسبوع وحدي، الوضع كان كشبكة عنكبوت محكمة تصطاد كل من يحاول العبور بطريقة غير مشروعة." 194 صنف مخدرات مضبوطة - كمية مرعبة تكفي لتدمير أحياء بأكملها، بينما شملت المضبوطات 22 صنف أسلحة ومستلزماتها تهدد الأمن العام.
هذه العملية النوعية تأتي ضمن استراتيجية شاملة طورتها المملكة لمواجهة التهديدات الأمنية المتصاعدة. د. محمد الشهراني، خبير الأمن الاقتصادي، يؤكد: "منذ الحرب العالمية الثانية لم تشهد أنظمة الجمارك هذا المستوى من الكفاءة في الكشف والضبط." التطور التقني في أجهزة الكشف والتدريب المتقدم للكوادر، إضافة إلى التنسيق الأمني المحكم مع الجهات ذات العلاقة، حول المنافذ السعودية إلى حصن منيع يقف سداً أمام محاولات التهريب المنظمة.
أم خالد، ربة بيت من الرياض وأم لثلاثة أطفال، تعبر عن ارتياحها: "كنت أخشى على أطفالي من انتشار المخدرات في الأحياء، لكن هذه الأرقام تطمئنني أن بلادنا في أيدٍ أمينة." المواطن سالم المطيري يروي تجربته في مطار جدة: "شاهدت إجراءات صارمة لم أعهدها من قبل، همهمة المسافرين وأصوات الكلاب البوليسية وبريق الأجهزة المتطورة... كل شيء يصرخ: لا مكان للمهربين هنا!" الخبراء يتوقعون انخفاضاً حاداً في محاولات التهريب خلال الأشهر القادمة، بينما تتاح فرصة ذهبية للمواطنين للحصول على مكافآت مالية مقابل الإبلاغ عن حالات التهريب.
بينما تحتفي المملكة بهذا النجاح الأمني الاستثنائي، تستمر الأجهزة المختصة في تطوير قدراتها لتصبح نموذجاً عالمياً في مكافحة الجريمة المنظمة. الرقم 1910 مفتوح على مدار الساعة لاستقبال البلاغات بسرية تامة مع ضمان المكافآت المالية للمبلغين. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيجرؤ المهربون على المحاولة مرة أخرى بعد هذه الضربة الموجعة؟
