الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: السعودية تكشف كنزاً عمره 800 عام في البحر الأحمر - عملاق مرجاني يعيد كتابة تاريخ السياحة العالمية!
عاجل: السعودية تكشف كنزاً عمره 800 عام في البحر الأحمر - عملاق مرجاني يعيد كتابة تاريخ السياحة العالمية!

عاجل: السعودية تكشف كنزاً عمره 800 عام في البحر الأحمر - عملاق مرجاني يعيد كتابة تاريخ السياحة العالمية!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 23 نوفمبر 2025 الساعة 02:45 مساءاً

في أعماق البحر الأحمر، حيث تختفي أشعة الشمس تماماً وتسود الظلمة الزرقاء، اكتُشف كنز طبيعي عمره 800 عام - أقدم من رحلة كولومبوس لأمريكا بعقود كاملة. بينما كان العالم يشهد صعود وسقوط إمبراطوريات، كانت هذه المستعمرة المرجانية العملاقة تنمو بصمت في مياهنا السعودية، محتفظة بأسرار ثمانية قرون من التاريخ. هذا الاكتشاف المذهل قد يعيد كتابة خريطة السياحة العالمية إلى الأبد، ويضع المملكة في المقدمة كوجهة للسياحة البحرية الفاخرة.

في لحظة لن ينساها التاريخ، رأى أحمد الغواص المستعمرة المرجانية الضخمة لأول مرة وهو على عمق عشرات الأمتار. "لحظة رأيت حجم هذه المستعمرة، أدركت أننا أمام اكتشاف سيدخل التاريخ"، يروي أحمد وصوته يرتجف من الإثارة. المستعمرة من نوع "بافونا" تبلغ أبعاداً تفوق ملعب كرة قدم، وتعتبر واحدة من أكبر المستعمرات المرجانية عالمياً. اكتشفتها شركة البحر الأحمر الدولية ضمن مسوحاتها لمشروع أمالا، مما أحدث ضجة علمية وضع السعودية فجأة على خريطة السياحة البحرية العالمية.

هذا الاكتشاف ليس مصادفة، بل نتيجة طبيعية للظروف المثالية التي يوفرها البحر الأحمر. المياه الدافئة والنظيفة، والتيارات المائية المناسبة، خلقت بيئة مثالية لنمو هذا العملاق البحري عبر القرون. يذكّرنا هذا الكشف بالاكتشافات الأثرية العظيمة في المملكة مثل مدينة الحِجر ومواقع نيوم التاريخية. العلماء متحمسون لدراسة هذه المستعمرة التي تحمل في طياتها أسرار تطور المناخ في المنطقة عبر ثمانية قرون كاملة - كأنها مكتبة طبيعية مكتوبة بلغة الشعاب المرجانية.

بالنسبة لـسارة الغطاس، المرشدة السياحية التي فقدت عملها بسبب نقص السياحة البحرية، يمثل هذا الاكتشاف بداية حقبة جديدة. "أخيراً سيكون لدينا شيء مميز نفخر به ونعرضه على العالم"، تقول سارة بحماس. المشروع سيفتح المئات من فرص العمل المتخصصة في الغوص والإرشاد البحري والبحث العلمي، مما يخلق مجالاً جديداً ومربحاً للشباب السعودي. رحب علماء البيئة بالاكتشاف، وتحمس قطاع السياحة للفرص الاستثمارية، بينما دعا حماة البيئة للحذر الشديد لضمان استدامة هذا الكنز الطبيعي.

اليوم نقف أمام خيارين مصيريين: إما أن نحول هذا الكنز البحري إلى وجهة سياحية مستدامة تضع المملكة في مقدمة السياحة البيئية إقليمياً، أو نكرر أخطاء العالم الذي فقد 30% من شعابه المرجانية بفعل الإهمال والتطوير المتهور. على الشباب التفكير جدياً في التخصص في علوم البحار والغوص العلمي، وعلى المستثمرين استكشاف الفرص الذهبية في السياحة البيئية. السؤال المصيري الآن: هل سنحافظ على هذا العملاق الذي نجا من 800 عام من التغيرات المناخية، أم سنشهد اختفاءه في عقود قليلة كما حدث لثلث شعاب العالم؟

اخر تحديث: 23 نوفمبر 2025 الساعة 06:10 مساءاً
شارك الخبر