في صدمة حقيقية هزت ملايين الأسر المصرية، أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي أمس نتائج قرعة الحج الإلكترونية التي خيبت آمال 66% من المتقدمين! من بين 36 ألف حالم بأداء فريضة الحج، فاز 12 ألف شخص فقط، بينما واجه 24 ألف مصري خيبة أمل قاسية. والصدمة الأكبر جاءت مع إعلان الأسعار الجديدة التي تبدأ من 228 ألف جنيه وتصل إلى 415 ألف جنيه - مبالغ تعادل راتب المصري العادي لسنوات طويلة!
شهدت قاعة وزارة التضامن لحظات مليئة بالتوتر والانفعال عندما أجرت الدكتورة مايا مرسي القرعة الإلكترونية بحضور مفتي الجمهورية. الحاج أحمد سليم، مدرس متقاعد عمره 62 عاماً، لم يستطع كتم دموعه عندما وجد اسمه في قائمة الفائزين: "انتظرت 8 سنوات كاملة، هذه أسعد لحظات حياتي!" في المقابل، تحطم قلب أم محمد التي تقدمت للمرة الخامسة دون جدوى، قائلة بحرقة: "عمري يمضي وحلم الحج يبتعد أكثر فأكثر."
خلف هذا المشهد المؤثر تكمن حقيقة أن نظام القرعة أصبح ضرورة حتمية بسبب الإقبال الهائل مقابل المقاعد المحدودة. فاطمة علي، موظفة بإحدى الجمعيات الخيرية، وصفت اللحظة قائلة: "التوتر كان يملأ القاعة، نصف الحضور يبكي من الفرح والآخر من الحزن." وحسب الدكتور محمد الشريف، خبير السياحة الدينية، فإن أسعار الحج ارتفعت بنسبة 40% عن العام الماضي بسبب التضخم العالمي وزيادة تكاليف الخدمات في الأراضي المقدسة.
التأثير لا يقف عند حدود الأرقام، بل يمتد لحياة ملايين الأسر المصرية التي تعيد ترتيب أولوياتها المالية. العديد من الفائزين يبحثون الآن عن طرق لتدبير المبالغ الضخمة، بينما يفكر البعض في بيع ممتلكات أو الاستدانة لتحقيق حلم العمر. الأسعار الجديدة تنقسم لثلاثة مستويات:
- المستوى الأول: 415 ألف جنيه (فنادق 5 نجوم بساحة الحرم)
- المستوى الثاني: 262 ألف جنيه (فنادق تبعد 800 متر)
- المستوى الثالث: 228 ألف جنيه (فنادق تبعد 1500 متر)
في عالم تتزايد فيه تكاليف المعيشة وتقل فيه الفرص، تبقى التساؤلات مطروحة حول مستقبل فريضة الحج في مصر. الخبراء يحذرون من مزيد من الارتفاعات، بينما ينصح المختصون الراغبين في الحج بالبدء في الادخار والتخطيط المبكر. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: في زمن الأسعار الصاروخية والمقاعد المحدودة، هل سيصبح حلم الحج حكراً على الأثرياء فقط؟