في تطور دبلوماسي صاعق هز أروقة السياسة الإقليمية، كشفت مصادر موثوقة أن 48 ساعة فقط فصلت بين أخطر رسالة دبلوماسية وأهم لقاء في البيت الأبيض، حيث أرسل الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالة سرية عاجلة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. للمرة الأولى منذ 45 عاماً، تطلب إيران وساطة سعودية مع أمريكا في خطوة تاريخية قد تُعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. بينما تحوم الطائرات الإسرائيلية فوق الأجواء الإيرانية، تسابق الدبلوماسية الزمن لمنع كارثة إقليمية قد تُشعل المنطقة بأكملها.
كشف السفير الإيراني في الرياض علي رضا عنايتي تفاصيل مثيرة حول مضمون الرسالة السرية التي تضمنت طلباً صريحاً من طهران للمملكة للتوسط لدى واشنطن لإحياء المحادثات النووية المتوقفة. وفقاً لمصادر إقليمية مطلعة، أكد بزشكيان في رسالته أن "إيران لا تسعى للمواجهة وتريد حل النزاع النووي عبر الدبلوماسية"، في إشارة واضحة لقلق طهران المتزايد من احتمال تكرار الهجمات الجوية الإسرائيلية. أحمد، موظف في شركة نفط إيرانية، يُلخص مشاعر الملايين قائلاً: "نحن نعيش تحت تهديد مستمر، وأي اتفاق قد ينقذ مستقبل أطفالنا".
تأتي هذه المبادرة الدبلوماسية الجريئة في سياق تحسن ملحوظ في العلاقات السعودية-الإيرانية بعد سبع سنوات من القطيعة والمواجهة الإقليمية المدمرة. عودة دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية وتهديداته بتطبيق سياسة "الضغط الأقصى" على إيران، إلى جانب التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة، دفعت طهران للبحث عن مخرج دبلوماسي عاجل. الدكتور خالد الدخيل، خبير الشؤون الإيرانية، يصف الوضع قائلاً: "هذه أكبر انفراجة منذ الثورة الإيرانية 1979، ومثل اتفاقية كامب ديفيد، قد تُغير وجه المنطقة إلى الأبد".
التوقيت المحسوب بدقة للرسالة، والذي جاء قُبيل زيارة الأمير محمد بن سلمان التاريخية للبيت الأبيض، يُشير إلى استراتيجية دبلوماسية معقدة قد تحمل في طياتها مكاسب اقتصادية ضخمة للمنطقة. خبراء الاقتصاد يتحدثون عن 84 مليار دولار كحجم التبادل التجاري المحتمل بين إيران ودول الخليج عند رفع العقوبات، بينما يُسيطر على الأسواق العالمية ترقب شديد حيال مصير 40% من النفط العالمي الذي يمر عبر مضيق هرمز. المواطنون في جميع أنحاء المنطقة يترقبون بقلق وأمل، فانخفاض أسعار الوقود وتحسن الأوضاء الاقتصادية قد يكون على بُعد توقيع واحد.
بينما تدق عقارب الساعة نحو مرحلة حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط، تبقى الأسابيع القادمة مفصلية في تحديد مسار المنطقة للعقود المقبلة. تصريح ترامب بأن "إيران ترغب بشدة في التوصل لاتفاق" يُضيف بُعداً جديداً للمعادلة المعقدة، فيما تواصل إسرائيل تهديداتها العسكرية المتصاعدة. النافذة الذهبية للسلام مفتوحة، لكنها قد تُغلق في أي لحظة. السؤال المصيري الذي يُؤرق العالم اليوم: هل ستنجح الدبلوماسية في منع انزلاق المنطقة نحو حرب شاملة، أم أن فرصة السلام التاريخية ستتبخر إلى الأبد؟