في تطور تقني مذهل يكسر حاجز البيروقراطية التقليدية، أعلنت مصلحة الأحوال المدنية اليمنية عن إطلاق أول خدمة رسائل نصية حكومية تمكن 3 ملايين مواطن يمني من معرفة نتائج معاملاتهم بـرسالة واحدة فقط، منهية بذلك عذاب الانتظار في الطوابير الطويلة. هذه الخدمة الثورية، التي تعمل عبر الرقم 5020 مع الرمز #1، تعد أول خطوة حقيقية نحو الحكومة الإلكترونية في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
أحمد محمد، موظف حكومي من صنعاء، روى معاناته: "اضطررت لأخذ إجازة ثلاثة أيام كاملة لتجديد بطاقتي الشخصية، وكنت أنتظر خمس ساعات تحت حرارة الشمس لمعرفة نتيجة معاملتي". هذه المعاناة التي يعيشها ملايين اليمنيين ستصبح من الماضي، حيث تحتاج الآن فقط لإرسال رقم المعاملة مسبوقاً بـ#1 إلى الرقم 5020 عبر شركة يمن موبايل. الخدمة توفر 4 ساعات انتظار لكل مواطن و2000 ريال يمني تكلفة مواصلات للرحلة الواحدة.
وتأتي هذه الخطوة التقنية الجريئة في وقت حرج، حيث تشهد مكاتب الأحوال المدنية في أمانة العاصمة ضغطاً هائلاً من المواطنين الساعين لتجديد بطاقاتهم الشخصية المنتهية الصلاحية. الدكتور محمد الحاج، خبير تقنية المعلومات، وصف هذا التطور بقوله: "هذه خطوة مهمة نحو الحكومة الإلكترونية، تشبه الانتقال من عصر البريد بالحمام الزاجل إلى البريد الإلكتروني". المصلحة أكدت أن البطاقات المنتهية الصلاحية بعد مرور 10 سنوات من إصدارها تعتبر ملغية قانونياً ولا يمكن التعامل بها.
فاطمة علي، ربة منزل من صنعاء، كانت من أول المستفيدين من هذه الخدمة الجديدة، وقالت بفرح واضح: "وفرت عليّ رحلة كاملة إلى مكتب الأحوال المدنية، والآن أعرف نتيجة معاملتي وأنا في بيتي". هذا التطور يعكس إرادة حقيقية لتحديث الخدمات الحكومية رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها البلاد. الخدمة متاحة حالياً في أمانة العاصمة صنعاء مع توقعات بتوسيعها لتشمل جميع المحافظات قريباً، كما تعمل المصلحة على تطوير تطبيق ذكي شامل يغطي جميع الخدمات الحكومية.
هذه الثورة الرقمية البسيطة في الخدمات الحكومية تفتح الباب أمام مستقبل أكثر إشراقاً للمواطن اليمني، حيث لا مزيد من الانتظار الطويل أو الإجازات المهدورة لمتابعة المعاملات الروتينية. الخبراء يتوقعون انخفاض الازدحام في مكاتب الأحوال المدنية بنسبة تصل إلى 40% خلال الأسابيع القادمة. فهل ستكون من أول المستفيدين من هذه الخدمة المجانية، أم ستبقى في الطوابير بينما الحل في جيبك؟
