في تطور جوي مفاجئ يشهده جنوب وغرب المملكة، تجتاح رياح عاتية بسرعة 50 كم/ساعة أربع مناطق رئيسية مصحوبة بأمطار رعدية قوية وضباب كثيف يهدد الرؤية على الطرق. أمواج بارتفاع 2.5 متر تعادل طابقاً كاملاً تضرب سواحل البحر الأحمر في مشهد مهيب يذكر بالعواصف المدارية التي شهدتها المنطقة عام 2018. المركز الوطني للأرصاد يحذر: هذه مجرد البداية، والحذر واجب خلال الساعات القادمة.
أحمد الغامدي، سائق نقل بالباحة، وجد نفسه محاصراً بالأمطار الغزيرة: "اضطررت لإيقاف رحلتي تماماً، الرؤية معدومة والرياح تهز الشاحنة كورقة في مهب الريح." هذا المشهد يتكرر عبر جازان وعسير والباحة ومكة المكرمة، حيث يعيش ملايين السكان لحظات ترقب وحذر وسط دوي الرعد المتقطع وصوت الرياح العاتية. د. سارة العنزي، خبيرة الأرصاد، تعمل على مدار الساعة: "نرصد كل تحرك للكتل الهوائية لضمان سلامة المواطنين، الوضع تحت السيطرة لكنه يتطلب حذراً شديداً."
هذه الحالة الجوية النشطة نتيجة طبيعية للتغيرات الموسمية التي تؤثر على المناطق الجنوبية والغربية بسبب موقعها الجغرافي الفريد وتضاريسها المتنوعة من ساحلية إلى جبلية. الموقع الاستراتيجي بالقرب من مضيق باب المندب يضاعف من شدة الرياح والأمواج. د. محمد الشهري، خبير المناخ، يؤكد: "ما نشهده الآن يشبه العاصفة المدارية لعام 2018، لكن التوقعات تشير إلى تحسن تدريجي خلال 48-72 ساعة القادمة مع عودة الاستقرار للمناطق المتأثرة."
بينما يعاني السائقون من صعوبات التنقل، تبتسم فاطمة القحطاني، المزارعة من جازان: "بعد شهور من الجفاف، هذا المطر نعمة حقيقية لأراضينا." التأثيرات متنوعة؛ فبينما تواجه المطارات تأخيرات في الرحلات والطرق صعوبات في المرور, تشهد المزارع تحسناً في مستوى المياه الجوفية. السلطات المحلية تحث المواطنين على تجنب القيادة غير الضرورية وإغلاق النوافذ وتأمين الممتلكات الخارجية، بينما تنصح المزارعين باستغلال هذه الفرصة الذهبية لتعبئة خزانات المياه.
حالة جوية استثنائية تؤثر على أربع مناطق حيوية برياح قد تتسبب في سقوط الأشجار وأمطار رعدية تعيد الحياة للأرض الجافة. التوقعات تشير إلى تحسن الأجواء خلال الأيام القادمة مع انخفاض تدريجي في شدة الرياح وعودة الاستقرار للمنطقة. اتبع تعليمات السلامة، تابع التحديثات الجوية باستمرار، وتذكر: السلامة أولاً! هل أنت مستعد لمواجهة تقلبات الطقس القادمة؟
