أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسلم جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن من الصليب الأحمر، بعد أكثر من عقد من الزمن على أسره في قطاع غزة عام 2014. وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تسليم رفات الضابط في إطار ترتيبات إنسانية عبر الصليب الأحمر الدولي.
وجاءت عملية تسليم الجثة في الساعة الثانية من ظهر يوم السبت بتوقيت غزة، وفقاً لما أعلنته حماس في وقت سابق. وتمثل هذه الخطوة تطوراً مهماً في ملف الأسرى والمفقودين الذي ظل عالقاً لسنوات طويلة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
الضابط غولدن كان من ضمن جنود إسرائيليين فقدوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في صيف 2014، والذي استمر لأكثر من 50 يوماً. وقد ظلت قضية الجنود المفقودين والأسرى إحدى القضايا الحساسة في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، حيث تستخدمها الأطراف المختلفة كورقة ضغط في المفاوضات.
وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن استعادة رفات الضابط تأتي في إطار جهود دولية ووساطات مختلفة لحل ملفات عالقة بين الجانبين. فيما أشارت مصادر فلسطينية إلى أن تسليم الجثة يأتي ضمن ترتيبات إنسانية لا ترتبط بصفقات سياسية أوسع.
ويأتي تسليم جثة الضابط الإسرائيلي في ظل استمرار التوتر في المنطقة، خاصة مع "معارك الخط الأصفر".. بيان إسرائيلي وآخر لحماس التي تشهدها المنطقة مؤخراً. كما تتزامن مع تطورات أخرى في الشأن الإقليمي، حيث أن تقرير: إسرائيل حذرت واشنطن وجيش لبنان من عودة قوة حزب الله يظهر استمرار الاهتمام الإسرائيلي بالملفات الأمنية المتعددة.
وتبقى قضية الأسرى والمفقودين من كلا الجانبين نقطة حساسة تحتاج إلى مزيد من الجهود الإنسانية والدبلوماسية. فبينما يحتفظ الجانب الفلسطيني بأسرى إسرائيليين، تحتجز إسرائيل آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجونها، مما يجعل ملف تبادل الأسرى أحد أبرز ملفات التفاوض بين الطرفين.
الخطوة الأخيرة بتسليم جثة الضابط غولدن قد تفتح المجال أمام مبادرات إنسانية أوسع، خاصة في ظل الدعوات الدولية المستمرة لإيجاد حلول للقضايا الإنسانية العالقة. وتشير تقارير إعلامية إلى أن هناك مساعي مختلفة لترتيب صفقات تبادل أوسع تشمل أسرى من الجانبين، لكن هذه المساعي تصطدم بخلافات سياسية عميقة حول الشروط والضمانات.
وتأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت الأشهر الأخيرة تطورات أمنية وسياسية متلاحقة. كما أن استمرار الأوضاع الأمنية المعقدة في المنطقة يؤثر على إمكانية التوصل لحلول شاملة لملفات الأسرى والمفقودين، التي تحتاج إلى إرادة سياسية من جميع الأطراف المعنية.
ومن المتوقع أن تستمر الجهود الدولية والإقليمية للوساطة في مثل هذه القضايا الإنسانية، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية لإيجاد آليات فعالة للتعامل مع ملفات الأسرى والمفقودين. وتلعب منظمات دولية مثل الصليب الأحمر دوراً محورياً في تسهيل مثل هذه العمليات الإنسانية، بعيداً عن التجاذبات السياسية المعقدة.
الأسرة الإسرائيلية للضابط غولدن عبرت عن ارتياحها لاستعادة رفات ابنها بعد سنوات طويلة من الانتظار والقلق. وتشير المصادر إلى أن عائلات الأسرى والمفقودين من كلا الجانبين تواصل ممارسة ضغوط على حكوماتها لإيجاد حلول عملية لهذه القضايا الإنسانية التي تمس حياة آلاف الأسر في المنطقة.
وفي السياق ذاته، تشهد المنطقة تطورات أمنية متعددة، حيث أشارت تقارير إلى صور ومقاطع فيديو "مفبركة" من الفاشر.. كيف خدعت الملايين؟ مما يعكس تعقيد المشهد الإعلامي والسياسي في المنطقة. كما أن التطورات في ملفات أخرى مثل اختطاف 3 مصريين في مالي.. ومطلوب فدية 5 ملايين دولار تظهر استمرار التحديات الأمنية في المنطقة العربية بشكل عام.
تسليم جثة الضابط الإسرائيلي يأتي أيضاً في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية مهمة، بما في ذلك الشرع في واشنطن.. أول زيارة لرئيس سوري منذ 1946 وترامب "نائماً" أثناء فعالية رسمية.. صور تكتسح الإنترنت والبيت الأبيض يعلق، مما يعكس الطبيعة المعقدة للمشهد السياسي الإقليمي والدولي.
ويرى محللون أن نجاح مثل هذه العمليات الإنسانية يمكن أن يساهم في بناء جسور ثقة محدودة بين الأطراف المتصارعة، رغم استمرار الخلافات السياسية العميقة. وتشير الخبرة التاريخية إلى أن القضايا الإنسانية قد تشكل نقطة انطلاق لحوارات أوسع، حتى في ظل أجواء التوتر السياسي والأمني الحالية في المنطقة.