كشف البرتغالي برونو فيرنانديز، نجم مانشستر يونايتد، تفاصيل مثيرة حول الكواليس الحقيقية لرفضه العرض الضخم من الهلال السعودي، مؤكداً أن استشارته لمواطنه كريستيانو رونالدو لعبت دوراً محورياً في قراره النهائي بالبقاء في إنجلترا رغم الإغراءات المالية الاستثنائية.

أعلن قائد مانشستر يونايتد الإنجليزي في حوار صريح مع شبكة "ذا أثلتيك" البريطانية أنه تواصل مباشرة مع برونو فيرنانديز خلال فترة المفاوضات المكثفة التي امتدت لأسابيع، موضحاً: "تحدثت مع كريستيانو بشكل مطول حول تجربته في السعودية وواقع الحياة هناك، وكانت نصائحه بالغة الأهمية بالنسبة لي كزميل سابق وقائد للمنتخب".

تشير المصادر المطلعة على تفاصيل المفاوضات إلى أن نادي الهلال السعودي قدم عرضاً استثنائياً بقيمة تتراوح بين 80 و100 مليون جنيه إسترليني، مع راتب أسبوعي يفوق بمراحل ما يتقاضاه اللاعب حالياً من مانشستر يونايتد والبالغ حوالي 300 ألف جنيه إسترليني. هذا العرض المالي الضخم لم يكن مجرد أرقام على الورق، بل تضمن حزمة متكاملة من الامتيازات والمكافآت التي تجعله من أكبر الصفقات في تاريخ الدوري السعودي.

لكن النجم البرتغالي البالغ من العمر 31 عاماً اتخذ قراراً مفاجئاً برفض هذا العرض الخيالي، مؤكداً أن المال وحده لم يكن كافياً لتغيير قناعاته. "لست في مرحلة أحتاج فيها للقلق بشأن المستقبل المالي، وأريد أن أستمتع بما تبقى من مسيرتي مع عائلتي في بيئة مريحة"، قال فيرنانديز مبرراً قراره.

ما زاد من تعقيد الموقف هو التدخل غير المتوقع من جانب رونالدو، الذي سعى لإقناع زميله البرتغالي بالانضمام إلى نادي النصر بدلاً من الهلال، في محاولة لتشكيل ثنائي برتغالي قوي يعزز من قوة فريقه. هذا التدخل أضاف طبقة جديدة من التعقيد للمفاوضات، حيث وجد فيرنانديز نفسه بين خيارين سعوديين بدلاً من خيار واحد.

العامل الحاسم في قرار البقاء جاء من الدعم القوي الذي تلقاه من مدربه الجديد روبن أموريم، الذي أكد له أنه جزء لا يتجزأ من المشروع المستقبلي للنادي. "المدرب قال لي بوضوح إنني محور خططه المستقبلية، وأن النادي ليس في حاجة لبيعي لأسباب مالية، وهذا ما منحني الثقة للاستمرار"، أوضح النجم البرتغالي.

تجربة جواو فيلكس الناجحة مع النصر، والذي انتقل بمساعدة رونالدو وحقق أرقاماً استثنائية بتسجيله 11 هدفاً وصناعته لهدفين في 11 مباراة فقط، كانت نموذجاً يسعى رونالدو لتكراره مع فيرنانديز. هذا النجاح عزز من موقف رونالدو التفاوضي وجعل عرضه أكثر إقناعاً، خاصة مع تصدر النصر لترتيب الدوري السعودي حالياً.

رغم رفضه للعرض الحالي، لم يغلق فيرنانديز الباب نهائياً أمام احتمالية الانتقال للدوري السعودي مستقبلاً، مشيراً إلى أنه أجّل أي قرارات جوهرية حول مستقبله إلى ما بعد نهائيات كأس العالم 2026. "هناك عروض أخرى وصلتني من أندية أوروبية وسعودية، لكنني أفضل التركيز على أهدافي الحالية قبل التفكير في أي تغيير"، أضاف اللاعب الذي يقترب من خوض مباراته رقم 300 بقميص الشياطين الحمر.

يبقى حلم فيرنانديز في تحقيق لقب الدوري الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا مع مانشستر يونايتد هو المحرك الأساسي لقراره، حيث يؤكد أنه لم يحقق بعد كل طموحاته مع النادي الإنجليزي، معتبراً أن النجاح الرياضي يتفوق على أي إغراءات مالية في هذه المرحلة من مسيرته المهنية.