كشف حادث تحكيمي محوري وقع في الدقيقة الثالثة عشرة من مباراة الكلاسيكو بين الاتحاد والهلال عن تأثير خفي غيّر مجرى اللقاء بالكامل، حيث فشل الحكم في تطبيق القانون الصحيح ضد مدافع الهلال خاليدو كوليبالي، مما أثار جدلاً واسعاً حول عدالة النتيجة النهائية.
وانتقد الناقد الرياضي عدنان جستنيه بشدة قرار الحكم بمنح كوليبالي البطاقة الصفراء فقط بدلاً من الحمراء المستحقة، بعد تدخله الخطر على نغولو كانتي لاعب وسط الاتحاد. وأكد جستنيه في تصريحات نارية أن هذا القرار الخاطئ كان السبب المباشر في خسارة الاتحاد للمباراة، قائلاً: "لم يكن الاتحاد ليخسر مباراة الأمس أمام الهلال لولا تجاهل حكم المباراة لقانون واضح في حالة كوليبالي".
وتوسع الجدل ليشمل دور تقنية الفيديو المساعدة "الفار"، حيث اتهم جستنيه حكمي التقنية هيرنان وعمر الجمل بالتغافل عن إبلاغ حكم الساحة بضرورة مراجعة الحالة. هذا التجاهل المتعمد لتطبيق القانون الصحيح أثار تساؤلات عن مصداقية منظومة التحكيم في المباريات الحساسة، خاصة وأن عدداً من الخبراء التحكيميين أجمعوا على استحقاق كوليبالي للطرد.
وأضاف جستنيه بعداً آخر للجدل عندما كشف عن تقصير إعلامي مقصود من الناقل الرسمي للمباراة، حيث لاحظ إخفاء صوت جماهير الاتحاد في معظم فترات البث التلفزيوني رغم حضورها الكثيف في ملعب الإنماء. وطالب إدارة النادي بموقف رسمي تجاه هذا التقصير الإعلامي الذي اعتبره "لا يمكن أن يمر مرور الكرام".
وأدى القرار التحكيمي الخاطئ في الدقيقة الثالثة عشرة إلى تغيير ميزان القوى داخل الملعب، حيث بقي كوليبالي يلعب دوراً محورياً في دفاع الهلال طوال المباراة. هذا الخلل في التوازن العددي المفترض ساهم في سيطرة الهلال على الأحداث وتمكنه من تسجيل هدفين نظيفين عبر محمدو دومبيا بالخطأ في مرماه بالدقيقة 42، وماركوس ليوناردو في الدقيقة 57 مستغلاً خطأ حارس الاتحاد حامد الشنقيطي.
وتساءل جستنيه عن جدوى استعانة إدارة الاتحاد بحكام أجانب دون طلب طاقم كامل يشمل مسؤولي تقنية الفيديو، مؤكداً أن الحياد الحقيقي يتطلب استبدال الطاقم بالكامل وليس جزءاً منه فقط. وخاطب رئيس النادي فهد سندي بعبارته الشهيرة: "من بدأ المكارم فليتمها يا أبو فارس"، في إشارة إلى ضرورة إكمال الخطوة حتى النهاية.
من جانبه، اعترف سندي بجسامة أخطاء التحكيم في المباراة، لكنه رفض استخدامها كذريعة للهزيمة، قائلاً: "حتى وإن كانت أخطاء التحكيم في مباراة الأمس جسيمة". وأعلن سندي نهاية عصر البيانات الرسمية في النادي، داعياً الجماهير لعدم الانصياع لنظريات المؤامرة والتركيز على دعم الفريق لاستعادة التوازن بعد البداية المهتزة للموسم.
وأثرت نتيجة الكلاسيكو سلبياً على ترتيب الاتحاد في الدوري السعودي، حيث تراجع إلى المركز السابع برصيد 10 نقاط من ست مباريات، بواقع ثلاثة انتصارات وتعادل وهزيمتين. هذا التراجع يعكس صعوبة مهمة حامل اللقب السابق في الدفاع عن تاجه، خاصة مع استمرار النصر في تصدر الترتيب برصيد 15 نقطة من خمس مباريات فقط.
ويتوقع أن تفتح هذه الانتقادات الحادة ملف التحكيم الأجنبي مجدداً في دوري روشن، خاصة في المباريات الكبرى التي تشهد حساسية عالية بين الأندية الجماهيرية. كما أن تصاعد الجدل حول قرار الدقيقة الثالثة عشرة قد يدفع الاتحاد السعودي لكرة القدم لمراجعة بروتوكولات استخدام تقنية الفيديو والتأكد من تطبيق القوانين بشكل عادل في جميع المباريات المهمة مستقبلاً.