خمسة عقود من العطاء الصحفي انتهت بصمت. عندما يعزي الأمراء شخصياً، تعرف أن الراحل كان استثنائياً في مشواره الإعلامي. الجيل الذهبي للصحافة الرياضية يغادر وسط تساؤلات حول مستقبل الصحافة التقليدية. في تفاصيل أكثر لحياة قامة صحفية كالراحل، سنكتشف كيف أثرت كتاباته في تاريخ الإعلام الرياضي.
عزى الأمير سلطان بن عبدالله الفيصل والأمير فيصل بن عبدالله بن محمد أسرة الرابغي في وفاة عضو مؤسسة عكاظ الكاتب الصحفي الرياضي السابق علي محمد الرابغي. رحيله يوم الخميس الماضي أثقل قلوب محبيه، حيث صُلي عليه في جامع القريقري ثم وُوري الثرى بمقبرة الصالحية بجدة. خسر الوسط الإعلامي والرياضي شخصية أسهمت على مدى أكثر من عشرين عاماً بكلمة صادقة وأسلوب مميز، كما أكده زميله السابق في حديث خاص: "كان قلمه صادقاً وكلمته أمينة".
منذ انضمامه إلى مؤسسة عكاظ، ساهم الرابغي في صياغة جزء من تاريخ الصحافة الرياضية السعودية. انتمى إلى جيل مؤسسي الصحافة الرياضية الحديثة مثلما كان أحمد السباعي في الأدب. يحذر الخبراء من خطر نسيان إرثهم مع هيمنة الإعلام الرقمي. هذا الفقد يذكرنا برحيل أعلام الصحافة السعودية الكبار، ما يولد الحاجة إلى توثيق إرث هذا الجيل قبل فوات الأوان ويحفز الأوساط الإعلامية للحفاظ على هويتهم التقليدية.
يعني فقدان علي الرابغي غياب صوت مهني أثرى المشهد الرياضي لعقود. يتطلع الزملاء لاستعادة أهم مآثر الفقيد عبر مراجعة مؤسسة عكاظ لأرشيفها وتكريم رموزها. يأتي هذا في ظل الحاجة الماسة للاستفادة من خبرات الجيل المخضرم لتمكين الأجيال القادمة. أصدرت الأسرة بيانا عبروا فيه عن حزنهم العميق وفخرهم بما حققه الراحل، بينما أبدى المسؤولون تقديرهم لمساهماته البارزة.
رحيل علي الرابغي يضيف فصلًا جديداً لتاريخ الصحافة، لكن إرثه الصحفي يبقى خالداً. الحفاظ على هذا الإرث مسؤولية تقع على عاتق الجيل الجديد من الصحفيين الذين يجب عليهم التمسك بجذورهم وتوثيق تجارب الأسلاف. السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان الآن: "هل نحن مستعدون لوداع آخر أعلام الصحافة الذهبية؟" لنحذر من التقادم دون الحفاظ على إرث الأوائل والعمل على بناء قاعدة قوية لجيل جديد يستلهم من الماضي ليثري الحاضر والمستقبل.
