عامين حبس.. هذا ثمن كلمات سامة انتشرت في دقائق معدودة ودمرت سمعة بُنيت عبر عقود. في حدث صاعق، قضت محكمة الجنح الاقتصادية بالإسكندرية على التيك توكر مروة يسري، المعروفة إعلاميًا بـ"ابنة مبارك"، بالحبس لعامين بتهمة التشهير بالفنانة وفاء عامر. تيك توكر تحولت من مؤثرة إلى متهمة في أخطر قضية تشهير شهدتها مصر هذا العام. هذا الحكم التاريخي يرسم الخط الأحمر أمام فوضى وسائل التواصل الاجتماعي.
صدر الحكم النهائي في جلسة مثيرة شهدت اهتماماً إعلامياً مكثفاً، حُكم بالحبس عامين ضد مروة يسري بعد تداول فيديوهاتها السامة التي أثارت غضب الآلاف بسبب اتهاماتها الكاذبة بخصوص وفاء عامر. قالت وفاء عامر مدافعة عن نفسها: "ما فعلته مع شيكا وغيره لم يكن طمعاً، بل لوجه الله". كان الشعب يتابع بحذر قضية أثرت على سمعة نجمة محبوبة، مما أثار موجة من الغضب الشعبي العارم ضد انتشار الشائعات.
ازداد انتشار التشهير الإلكتروني في العالم العربي مع استخدام منصات التواصل الاجتماعي. البحث عن الشهرة السريعة واستغلال قضايا حساسة سبب في تزايد هذه الظاهرة، مع ضعف الرقابة على المحتوى الرقمي. شهدت مصر والعالم العربي قضايا مشابهة في السنوات الأخيرة، ويتوقع خبراء القانون أن تؤدي إلى تشديد العقوبات على جرائم التشهير الإلكتروني.
غذت هذه القضية الحذر في تعامل المستخدمين مع المحتوى الرقمي، حيث أدت إلى تغيير عادات استهلاكهم للمحتوى وزادت من وعيهم بخطورة نشر المعلومات المغلوطة. التحذيرات تتوالى للمؤثرين بعدم تجاوز الحدود القانونية، مع فتح فرص جديدة للمحتوى الإيجابي والمسؤول. وردود الفعل كانت إيجابية بغالبيتها تجاه حكم المحكمة، معتبرين إياه دعماً كبيراً لحرية الناس في الدفاع عن سمعتهم.
تلخيصاً، هذا الحكم التاريخي يأتي ليحسن الفوضى الرقمية، ويرسل رسالة واضحة إلى كل من يتورط في هذه التجاوزات. نظراً للمستقبل، تأمل مصر في عصر جديد من المسؤولية الرقمية، مع قوانين أكثر صرامة لحماية الأبرياء. هل سيكون هذا الحكم بداية النهاية لعصر الشائعات السامة؟ أم أن المعركة لا تزال في بدايتها؟