كشف الرئيس السوري أحمد الشرع في تصريحات مفاجئة عن تنازل سوريا الجديدة عن "الجرح" الذي سببته اعتداءات حزب الله ضدها، مؤكداً رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة مع لبنان والقطع مع سياسات حقبة عائلة الأسد. وأوضح الشرع أن دمشق اختارت عدم الرد على حزب الله رغم أن هذا الرد كان "متاحاً ومباركاً دولياً"، وذلك لتجنب تفجير الوضع الإقليمي.
أكد الرئيس السوري ضرورة تجاوز مرحلة العلاقات السورية اللبنانية في حقبة حكم الأسدين، مشيراً إلى أن لبنان عانى طويلاً من السياسات السورية خلال فترتي حافظ وبشار الأسد. وشدد على أن الهدف الآن هو بناء علاقات جديدة قائمة على الاحترام المتبادل، رافضاً فكرة "نهر من النار" بين البلدين الشقيقين.
واعتبر الشرع أن قراره بعدم الرد على حزب الله جاء من منطلق الحكمة السياسية، مؤكداً أن هذا الملف يشكل "حقل ألغام" وأن أي خطوة خاطئة قد تؤدي إلى انفجار الوضع. وأضاف أن لبنان يواجه ضغوطاً كبيرة ويحتاج إلى "عملية جراحية حساسة جداً" للخروج من أزمته الحالية، بحيث يشعر جميع الأطراف أنها فائزة.
أشار الرئيس السوري إلى وجود توافق بين سوريا والمملكة العربية السعودية وفرنسا والولايات المتحدة حول الرؤية المستقبلية للبنان، مؤكداً أن هذا التوافق يحتاج إلى برنامج واضح وخطة زمنية للتطبيق. وحذر من أن التحدي الأكبر يكمن في تجنب اندلاع حرب أهلية في لبنان، مما يستدعي التعامل بحذر شديد مع الملفات الحساسة.
كما تطرق الشرع إلى التغييرات الجيوسياسية في المنطقة، مؤكداً أن إيران "خسرت محور المقاومة كله بخسارتها لدمشق"، وأن طهران تسعى للعودة بطريقة أو بأخرى. وأكد على أهمية إلغاء "الذاكرة السلبية الماضية" في العلاقات السورية اللبنانية، والتركيز على أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري التي يمكن أن تشكل أساساً متيناً للعلاقات المستقبلية بين البلدين.