فاجأ المدرب الإسباني سيسك فابريجاس عشاق الكرة الإيطالية بقيادة فريقه كومو للفوز الصاعق على لاتسيو بثنائية نظيفة في افتتاح الموسم الجديد من الدوري الإيطالي، مؤكداً أن المجهود الجماعي والعمل الدؤوب يتفوقان على الأسماء الكبيرة والسمعة الرنانة.
جاء هذا الانتصار ليترجم فلسفة فابريجاس التدريبية التي تؤمن بأن روح الفريق الواحد والتفاني في الأداء قادران على صنع المعجزات أمام الفرق العريقة، وهو ما أثبته فريقه الطموح أمام النسور الرومانية في مباراة شهدت تألقاً لافتاً من النجم الأرجنتيني الشاب نيكو باز.
لم تكن الثنائية التي أطاحت بلاتسيو مجرد صدفة عابرة، بل تجسيداً حقيقياً لرؤية المدرب الكتالوني الذي يضع الانضباط التكتيكي والمجهود البدني فوق كل الاعتبارات. فابريجاس، الذي خاض غمار اللعب في أعرق الأندية الأوروبية مثل أرسنال وبرشلونة وتشيلسي، نقل خبراته الثرية إلى عالم التدريب بطريقة استثنائية تركز على استخراج أقصى طاقات اللاعبين بغض النظر عن شهرتهم أو قيمتهم السوقية.
برع باز البالغ من العمر عشرين عاماً في ترجمة توجيهات مدربه على أرض الواقع، حيث صنع الهدف الافتتاحي لزميله أناستاسيوس دوفيكاس في الدقيقة السابعة والأربعين بعد مجهود فردي رائع في وسط الميدان، قبل أن يضع بصمته الشخصية بتسديدة محكمة من ركلة حرة مباشرة في الدقيقة الثالثة والسبعين.
هذا الأداء المتميز من الموهبة الأرجنتينية الصاعدة يعكس نجاح منهجية فابريجاس في صقل المواهب الشابة وتحويلهم إلى عناصر فاعلة قادرة على المنافسة في أقوى البطولات. المدرب الإسباني لم يتردد في منح الثقة للشباب والاعتماد عليهم في المواقف الحاسمة، ما أثمر عن عرض تكتيكي منظم هز أركان الفريق الروماني المخضرم.
يأتي هذا الانتصار ليكسر سلسلة سلبية طويلة لكومو أمام لاتسيو امتدت لأربع مواجهات متتالية، كما يمثل عودة قوية للفريق إلى المنافسة في الدرجة الأولى بعد غياب دام أكثر من عقدين من الزمان، مؤكداً أن الإصرار والعزيمة قادران على تجاوز كل العقبات والتحديات.