الرئيسية / من هنا وهناك / 2000 قتيل و34 قرية محروقة: قائد 'أحرار الجبل' يكشف عن الكارثة المخفية في السويداء ويوجّه اتهامات صادمة للشيخ الهجري
2000 قتيل و34 قرية محروقة: قائد 'أحرار الجبل' يكشف عن الكارثة المخفية في السويداء ويوجّه اتهامات صادمة للشيخ الهجري

2000 قتيل و34 قرية محروقة: قائد 'أحرار الجبل' يكشف عن الكارثة المخفية في السويداء ويوجّه اتهامات صادمة للشيخ الهجري

نشر: verified icon رغد النجمي 23 أغسطس 2025 الساعة 12:00 مساءاً

أعلن قائد تجمع "أحرار الجبل" في محافظة السويداء سليمان عبد الباقي عن أرقام صادمة حول الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة، مؤكداً مقتل أكثر من 2000 شخص وحرق 34 قرية، موجهاً اتهامات مباشرة لشيخ عقل الطائفة الدرزية حكمت الهجري بتحمّل المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية.

وفي بيان مفصل نشره عبر حسابه على فيسبوك، كشف عبد الباقي عن تفاصيل مؤلمة للضحايا الذين سقطوا خلال الاشتباكات الأخيرة، مشيراً إلى أن الضحايا شملوا "أطفالاً ونساءً وشيوخاً" في مشهد إنساني مأساوي هز أركان المحافظة الجنوبية.

مقاتلون من عشائر البدو في السويداء (أ.ف.ب)

وفي خطاب مباشر موجه للهجري، تساءل قائد "أحرار الجبل" بنبرة اتهامية واضحة: "كرمال شو يا شيخ حكمت؟ هذا هو المشروع يلي وعدت العالم فيه؟؟ وهذا الصالح يلي كنت تطمن العالم فيه؟"، في إشارة إلى فشل السياسات التي انتهجها الهجري في إدارة الأزمة.

وكشف عبد الباقي عن تفاصيل مهمة حول المحاولات الحكومية لاحتواء الوضع في السويداء، موضحاً أن الدولة قدمت امتيازات استثنائية للمحافظة لم تحصل عليها أي محافظة أخرى. هذه الامتيازات شملت تعيين "محسنة المحيثاوي" محافظة للسويداء، وتولي "طلال العيسمي" قيادة الشرطة، بالإضافة إلى أن يكون الأمن والجيش من أبناء السويداء حصراً مع دعم لوجستي وتجهيز وتمويل كامل من الدولة.

ووفقاً لتصريحات عبد الباقي، فإن الرئيس السوري وافق على هذه المطالب وتم توجيه عدة دعوات للهجري للمشاركة في هذا الترتيب الجديد، لكن الأخير رفضها جميعاً. وأضاف أن كل مرة كان "الجواب تصعيد وتصريحات تزيد الشرخ بين المكونات وتزرع الحقد والعداوة والطائفية".

جانب من مشاهد الدمار في السويداء نتيجة الاشتباكات بين البدو والدروز يوم 19 يوليو (د.ب.أ)

وفي ظل هذه الاتهامات، تواجه السويداء تحديات إضافية على الصعيد الإنساني، حيث أعلن العميد أحمد الدالاتي قائد الأمن الداخلي في المحافظة أن التجار اعتذروا عن متابعة توريد المواد الغذائية بسبب تعرضهم لتهديدات من أطراف داخل المحافظة. هذا الوضع يفاقم من الأزمة الإنسانية التي تعيشها المحافظة في ظل الانقسامات المتصاعدة.

ويأتي هذا التصعيد في سياق الجدل المتصاعد حول مشروع "الجيش الموحّد" الذي يسعى الهجري لتشكيله، والذي يواجه انقساماً واضحاً بين الفصائل المحلية. مصادر معارضة للهجري تشير إلى أن هذا المشروع يضم ضباطاً سابقين خدموا في جيش النظام السابق، مما يثير التساؤلات حول نواياه الحقيقية.

الشيخ حكمت الهجري (صفحة الرئاسة الروحية)

وفي سؤال استنكاري، تساءل عبد الباقي: "لماذا يرتبط مصير أكثر من 700 ألف إنسان برأي وفكر شيخ واحد؟"، متهماً إياه بأن الهدف من "الخطاب التحريضي كان تقسيم وانفصال وتنفيذ أجندات خارجية وارتهان للخارج وعمل شرخ بين مكونات الشعب السوري".

هذه التطورات تعكس عمق الأزمة في السويداء، حيث تتداخل الخلافات السياسية مع التحديات الإنسانية والأمنية، في وقت تحتاج فيه المحافظة إلى حلول عملية وتوافقية لإنهاء معاناة سكانها وإعادة الاستقرار إلى المنطقة. الأرقام الصادمة التي كشف عنها قائد "أحرار الجبل" تؤكد حجم المأساة التي عاشتها المحافظة، والحاجة الملحة لوقف دائرة العنف والانقسام التي تهدد مستقبل المنطقة وسكانها.

شارك الخبر