تدخل المملكة العربية السعودية مرحلة استعداد مكثفة لاحتفالات اليوم الوطني 95 تحت شعار "هيما إلى الأعلى"، حيث تتأهب 17 مدينة سعودية لاستضافة عروض جوية مذهلة، بينما تتزين المدن بأكثر من 24 ألف علم وطني في مشهد يجسد عمق الانتماء والفخر الوطني.
تكشف استعدادات هذا العام عن حجم التنظيم الضخم الذي تشهده المملكة، فقد أعلنت أمانة منطقة جازان وحدها عن تجهيز 2050 مجسماً جمالياً مضيئاً و2300 لوحة احتفالية، إضافة إلى 2300 كشاف إضاءة لخلق أجواء احتفالية استثنائية في شوارع المنطقة.
يحمل شعار "هيما إلى الأعلى" لهذا العام دلالات عميقة مستوحاة من خطاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، والذي اختاره تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه ليجسد قوة وصلابة الشعب السعودي كجبل طويق الراسخ. هذا الشعار يمثل استمراراً لرؤية المملكة الطموحة نحو المستقبل ويعكس العزيمة السعودية التي لا تلين في مواجهة التحديات.

تشارك وزارة الدفاع السعودية بقوة في احتفالات هذا العام من خلال تنظيم عروض جوية مبهرة تشمل طائرات "التايفون" و"ف-15 إس" و"تورنيدو" و"إف-15 سي" في سماء 17 مدينة سعودية. كما سيقدم فريق الصقور السعودية تشكيلات جوية احترافية تبرز التميز التقني والمهاري للقوات الجوية السعودية، مما يضفي طابعاً مميزاً على الاحتفالات ويؤكد على القوة والحضور السعودي.
وفي إطار الجهود الشاملة للاحتفال، يحرص صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن سعد محافظ الخرج على متابعة آخر التحضيرات مع مسؤولي الأجهزة الخدمية والأمنية. ويؤكد سموه على أهمية تضافر الجهود بين جميع الجهات المشاركة لضمان خروج الاحتفالات بالشكل الذي يعكس تطلعات الوطن ويليق بمكانته العالمية.
تتنوع الفعاليات لتشمل العروض البحرية التي تشارك فيها القطع البحرية التابعة للقوات المسلحة، إضافة إلى معارض للأسلحة والمعدات العسكرية ومسيرات عسكرية بمشاركة قوات الدراجين. هذا التنوع يتيح للجمهور فرصة فريدة للاطلاع على جانب من قدرات المملكة الدفاعية والتقنية المتطورة.
أما على مستوى الهدايا والأنشطة المرافقة، فقد تم الإعلان عن توزيع 65 ألف هدية متنوعة خلال الاحتفالات لمشاركة الحضور فرحة المناسبة وإضفاء لمسة خاصة على الحدث. كما تشمل الأنشطة العديد من البرامج الثقافية والترفيهية التي تستهدف جميع فئات المجتمع، مما يعكس أهمية المناسبة في تعزيز الروابط الوطنية.
تحتفل المملكة في 23 سبتمبر من كل عام بذكرى توحيدها على يد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود عام 1932، حيث نجح في جمع مناطق متفرقة تحت راية واحدة لتصبح المملكة العربية السعودية. وقد أعلنت وزارة الموارد البشرية أن يوم 23 سبتمبر 2025 الموافق 1 ربيع الأول 1447 هـ سيكون إجازة اليوم الوطني السعودي رسمية مدفوعة الأجر لجميع العاملين في القطاعين العام والخاص.
تشهد العاصمة الرياض ومدينة جدة والدمام استعداداً خاصاً يتضمن عروضاً موسيقية وفنية تعكس الهوية الوطنية والثقافة السعودية، إلى جانب مسيرات شعبية وعروض استعراضية حية وألعاب نارية مبهرة. هذه الاحتفالات تجمع بين التراث والحداثة في أجواء احتفالية تجذب السكان والزوار للاحتفال بفخر وبهجة بهذه المناسبة العزيزة على قلب كل سعودي.
تُقام أيضاً معارض تسلط الضوء على مراحل تطور المملكة وإنجازاتها ضمن رؤية 2030، مما يوفر فرصة للتعرف على تاريخ المملكة وحاضرها المشرق. كما تنظم المؤسسات التعليمية أنشطة متنوعة لتعزيز ثقافة الطلاب حول تاريخ المملكة وتنمية روح الانتماء لديهم.
يأتي احتفال هذا العام في ظل تطور ملحوظ في تصاميم اليوم الوطني والهوية البصرية للمناسبة، حيث تستخدم المؤسسات والشركات تصاميم مستلهمة من شعار العام مع ألوان العلم السعودي ورموز تعبر عن الهوية السعودية مثل السيفين والنخلة. هذا التطور في الهوية البصرية يعكس التجديد المستمر والإبداع في طرق التعبير عن الانتماء الوطني.
في سياق متصل، تتنافس الشركات والمحال التجارية في تقديم عروض وتخفيضات خاصة باليوم الوطني، كما تقوم بتوزيع توزيعات العيد الوطني السعودي للزبائن، مما يضفي أجواء احتفالية على القطاع التجاري ويعزز من مشاركة جميع شرائح المجتمع في هذه المناسبة الوطنية المهمة.