الرئيسية / من هنا وهناك / بعد 3 سنوات من الجريمة: إعدام القاضي وشريكه في الشهر نفسه الذي قتلا فيه الإعلامية شيماء جمال
بعد 3 سنوات من الجريمة: إعدام القاضي وشريكه في الشهر نفسه الذي قتلا فيه الإعلامية شيماء جمال

بعد 3 سنوات من الجريمة: إعدام القاضي وشريكه في الشهر نفسه الذي قتلا فيه الإعلامية شيماء جمال

نشر: verified icon رغد النجمي 21 أغسطس 2025 الساعة 12:55 مساءاً

نفذت السلطات المصرية في 20 أغسطس 2025 حكم الإعدام شنقاً بحق القاضي السابق أيمن عبد الفتاح حجاج وشريكه حسين محمد الغرابلي، وذلك بعد إدانتهما بقتل الإعلامية شيماء جمال في يونيو 2022. جاء التنفيذ في ذات الشهر الذي ارتكبت فيه الجريمة قبل ثلاث سنوات، ليضع نهاية لواحدة من أبرز القضايا الجنائية التي هزت الرأي العام المصري.

استغرقت العملية القضائية ثلاث سنوات كاملة منذ وقوع الجريمة، مروراً بمراحل التحقيق والمحاكمة وصولاً إلى تأييد محكمة النقض للحكم في يوليو 2024. الفتاح حجاج، الذي كان يشغل منصب قاضٍ في النظام القضائي المصري، خطط مع شريكه لقتل زوجته العرفية بعد نشوب خلافات حادة بينهما حول كشف علاقتهما الزوجية غير الرسمية.

تُظهر تفاصيل الجريمة التي كشفتها التحقيقات مدى بشاعة ما ارتكبه المتهمان، حيث استدرجا الضحية إلى مزرعة مستأجرة بمنطقة البدرشين جنوب محافظة الجيزة تحت ذريعة حل النزاعات. قام القاضي السابق بضرب شيماء جمال بمقبض سلاح ناري حتى فقدت وعيها، ثم خنقها حتى الموت بمساعدة الغرابلي، قبل أن يدفنا جثتها في حفرة أعدوها مسبقاً.

شيماء جمال والجاني

كشفت التحقيقات عن تفاصيل صادمة حول التخطيط المسبق للجريمة، فقد اشترى المتهمان أدوات خاصة للحفر ومادة حارقة لتشويه معالم الجثة، بالإضافة إلى سلاسل وقيود حديدية لنقل الجثمان. هذا التخطيط المدروس دحض ادعاءات القاضي السابق بأن الجريمة وقعت في لحظة انفعال، وأثبت للمحكمة أن القتل تم بسبق الإصرار والترصد.

حاول أيمن حجاج في البداية تضليل أجهزة الأمن من خلال تقديم بلاغ باختفاء زوجته، مدعياً أنها خرجت لتصفيف شعرها ولم تعد إلى المنزل. لكن التناقضات في روايته أثارت شكوك المحققين، خاصة بعد اعتراف شريكه حسين الغرابلي وإرشاده السلطات إلى مكان دفن الجثة في مصر.

صدر الحكم الأول بالإعدام من محكمة الجنايات في سبتمبر 2022، بعد إحالة أوراق المتهمين إلى مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي. استند القضاء في حكمه إلى أدلة مادية دامغة، بما في ذلك تقرير الصفة التشريحية الذي أثبت تعرض الإعلامية شيماء جمال للضرب والخنق حتى الموت، فضلاً عن شهادات الشهود التي كشفت ملابسات الجريمة.

تم تنفيذ حكم الإعدام داخل سجن الاستئناف بعد استنفاد جميع درجات التقاضي والتصديق على الحكم من مفتي الجمهورية ورئاسة الدولة. وفقاً لمنطوق حكمها بالإعدام شنقاً، حكمت المحكمة أيضاً بمعاقبة المتهمين بالحبس مع الشغل لمدة عام لكل منهما عن تهمة سرقة المسوغات والهاتف، إضافة إلى مصادرة الأدوات والمضبوطات.

أعربت والدة الضحية عن ارتياحها لتنفيذ الحكم، مؤكدة أن العدالة تحققت في ذات الشهر الذي قُتلت فيه ابنتها قبل ثلاث سنوات. وقالت في تصريحات صحفية: "ابنتي كانت عروسة بريئة، واليوم نالت بعضاً من حقها"، معبرة عن شكرها للقضاء المصري على نزاهته وسرعة إنجازه للقضية.

أقامت أسرة الضحية عزاءً رسمياً مساء يوم تنفيذ الحكم في مسجد التوحيد والنور بمنطقة إمبابة، حيث وُلدت ونشأت الإعلامية شيماء جمال. حضر العزاء عدد من الإعلاميين والشخصيات العامة الذين أصروا على مواساة العائلة في هذه المناسبة التي تمثل إغلاقاً رمزياً لملف الألم الذي عاشته الأسرة طوال السنوات الماضية.

تجاوزت القضية حدود الجريمة العادية لتصبح قضية رأي عام أثارت نقاشات واسعة حول أوضاع المرأة في القاضي أيمن حجاج المصري، ومسؤولية القضاة وسلوكيات العاملين في السلك القضائي. كما سلطت الضوء على قضايا الزواج العرفي والعنف الأسري، مما جعلها نموذجاً للمحاسبة العادلة في القضايا الجنائية الكبرى.

يُذكر أن النيابة العامة كانت قد أحالت المتهمين للمحاكمة في يوليو 2022، بعد تحقيقات مكثفة استمرت لأسابيع. وشهدت المحاكمات على مدار العامين الماضيين تقديم أدلة مادية قاطعة وشهادات حاسمة أثبتت تورط المتهمين في التخطيط والتنفيذ والتستر على الجريمة، مما مهّد الطريق أمام إصدار حكم الإعدام وتأييده في جميع مراحل التقاضي.

شارك الخبر