في تطور غير مسبوق، خرجت قناة العربي القطرية الشهيرة كأول منصة خليجية تستضيف برنامجاً يمنياً ساخراً على شاشتها في عام 2025، ليحقق النجم التلفزيوني اليمنين، محمد الربع بـ«نكتة نظام» اختراقاً تاريخياً في الفضائيات الخليجية التي طالما تحفظت على استضافة المحتوى اليمني الناقد.
البرنامج الذي يتحول فيه الواقع اليمني المرير إلى كوميديا سوداء قاسية، يجمع بين الضحك والألم بطريقة لم يعهدها المشاهد الخليجي من قبل.
فالربع - الذي يعتبره البعض «مشروع وثائقي كوميدي خطير» - لا يقدم مجرد نكات عابرة، بل يفتح ملفات الفساد والعبث السياسي بجرأة تجعل المشاهدين يتساءلون: «كيف سمحت قناة خليجية بهذا الكم من الصراحة الصادمة؟»
يتسلح الربع بـ«الوعي الساخر» كسلاح فتاك في وجه الفاسدين، مستخدماً اللغة البسيطة والنكتة اللاذعة ليصل إلى جمهور عربي أوسع. وبينما يحاول خصومه تشويه صورته باتهامات العمالة (كما هي العادة مع كل صوت ناقد)، يزداد عدد متابعيه ومحبيه بشكل ملفت، وكأن الجمهور متعطش لمن يقول الحقيقة ولو بطريقة ساخرة.
ما يميز «نكتة نظام» أنه ليس مجرد برنامج ترفيهي، بل هو تحقيق صحفي مغلف بضحكة، وجلسة محاكمة بنكهة الكوميديا. يفكك الربع المشهد اليمني المعقد، ويضع المتورطين أمام محكمة الرأي العام، في حين يغلف كل ذلك بابتسامة تخفي وراءها وجعاً عميقاً.
مصادر مقربة من القناة القطرية أشارت إلى أن قرار استضافة البرنامج جاء بعد دراسة مستفيضة للتأثير الجماهيري الذي يحققه الربع، ورغبة القناة في التميز بمحتوى جريء وغير تقليدي. وفي الوقت الذي تتسابق فيه المنصات الرقمية على المحتوى النقدي، تبدو الخطوة استباقية من قناة تسعى للتفرد في سوق إعلامية مزدحمة.
الربع، الذي أصبح ظاهرة إعلامية بحد ذاته، لم يعد مجرد مقدم برنامج، بل تحول إلى صوت للملايين ممن لا يملكون سوى شاشات هواتفهم ليروا من خلالها حقيقة ما يجري.
وبهذه الخطوة، يكون «نكتة نظام» قد انتقل من مجرد برنامج يمني إلى منصة عربية أوسع، مما يوسع دائرة تأثيره ويضاعف المخاوف لدى من يخشون فضح حقائقهم المستورة.
