أثارت الاختلافات الكبيرة في مواقيت الصلاة المعتمدة من مصادر مختلفة جدلاً واسعاً بين المصريين، حيث اكتشف 60% منهم وجود تباين قد يصل إلى ساعة كاملة بين التطبيقات والمواقع الإلكترونية والمصادر الرسمية، مما دفع الهيئة العامة للمساحة المصرية لإصدار توضيحات رسمية حول هذه الظاهرة المثيرة للقلق.
وكشفت دراسة حديثة أن غالبية المواطنين المصريين يعتمدون بشكل أساسي على التطبيقات الذكية ومواقع الإنترنت لمعرفة مواقيت الصلاة في مصر، إلا أن هذا الاعتماد كشف عن مشكلة خطيرة تتمثل في التضارب الواضح بين هذه المصادر والتوقيتات الرسمية المعتمدة من الجهات المختصة.
وأوضحت الهيئة العامة للمساحة المصرية، الجهة الرسمية المسؤولة عن تحديد المواقيت الشرعية، أن اختلاف مواقيت الصلاة يعود إلى استخدام بعض التطبيقات لمعادلات فلكية غير دقيقة أو غير متوافقة مع الحسابات المعتمدة رسمياً في مصر. وأكدت أن هذا التباين يمكن أن يؤثر سلبياً على دقة أداء العبادات، خاصة في أوقات الفجر والمغرب الحساسة.
ويظهر التباين بوضوح عند مقارنة مواقيت محافظات مختلفة، حيث سجلت القاهرة موعد أذان المغرب في 7:44 مساءً بتاريخ 7 أغسطس، بينما أظهرت تطبيقات أخرى توقيتات مختلفة تماماً لنفس التاريخ والمكان. كما لوحظ اختلاف مماثل في توقيت صلاة العشاء، حيث تراوحت الأوقات المعروضة بين 9:10 مساءً و10:10 مساءً في بعض التطبيقات غير الموثوقة.
وفي محافظة الغربية، أكدت البيانات الرسمية أن موعد أذان المغرب يختلف بدقائق قليلة بين مراكزها المختلفة، حيث يؤذن في طنطا عند 07:46 مساءً، بينما في محافظة الغربية عموماً تتراوح الأوقات بين 07:45 و07:48 مساءً، وهو اختلاف طبيعي يعكس الاختلافات الجغرافية الدقيقة.
وأشارت الدراسة إلى أن هذا التضارب في المعلومات خلق حالة من الإرباك والقلق بين المؤمنين، خاصة أولئك الذين يحرصون على أداء الصلوات في أوقاتها المحددة بدقة. فالعديد من المصلين وجدوا أنفسهم في حيرة حول التوقيت الصحيح، مما أدى إلى تأخير أو تعجيل في أداء بعض الصلوات.
وتفاقمت المشكلة مع انتشار عشرات التطبيقات والمواقع الإلكترونية التي تقدم خدمات مواقيت الصلاة دون الاعتماد على المصادر الرسمية المعتمدة. هذه المنصات تستخدم أحياناً معادلات فلكية مختلفة أو تعتمد على بيانات جغرافية غير محدثة، مما ينتج عنه اختلافات كبيرة في التوقيتات المعروضة.
وأوصت الهيئة العامة للمساحة بضرورة الاعتماد على المصادر الرسمية المعتمدة فقط، والتحقق من دقة التطبيقات المستخدمة من خلال مقارنتها بالبيانات الرسمية. كما نصحت المواطنين بتجنب الاعتماد على التطبيقات التي لا تحدد مصادرها الفلكية أو التي تظهر اختلافات كبيرة عن التوقيتات الرسمية المعلنة.
وختاماً، تؤكد الجهات المختصة أن حل هذه المشكلة يتطلب توعية أكبر للمواطنين حول أهمية الاعتماد على المصادر الموثوقة، بالإضافة إلى تطوير معايير صارمة للتطبيقات التي تقدم خدمات مواقيت الصلاة لضمان دقتها وتوافقها مع الحسابات الفلكية المعتمدة رسمياً في مصر.