الرئيسية / محليات / فيضانات مدمرة تقتل المئات في 3 قارات والتحذير يصل متأخراً بعد فشل أنظمة الإنذار المبكر (أسماء الدول المتضررة)
فيضانات مدمرة تقتل المئات في 3 قارات والتحذير يصل متأخراً بعد فشل أنظمة الإنذار المبكر (أسماء الدول المتضررة)

فيضانات مدمرة تقتل المئات في 3 قارات والتحذير يصل متأخراً بعد فشل أنظمة الإنذار المبكر (أسماء الدول المتضررة)

نشر: verified icon بلقيس العمودي 23 يوليو 2025 الساعة 03:05 صباحاً

شهد شهر يوليو الجاري موجة من الفيضانات المدمرة التي اجتاحت العديد من الدول عبر ثلاث قارات، مخلفة مئات الضحايا وخسائر اقتصادية فادحة. 

وقد سلطت هذه الكوارث الضوء على ثغرات خطيرة في أنظمة الإنذار المبكر، حيث وصلت التحذيرات متأخرة إلى السكان في المناطق المنكوبة، مما قلل من فرص نجاتهم وزاد من حجم الخسائر البشرية.

اسماء الدول المتضررة:

تكشف البيانات الصادرة عن المراكز المختصة أن الفيضانات الأخيرة قد ضربت مناطق واسعة من آسيا والأمريكتين، مسببة كوارث إنسانية غير مسبوقة. 

وأفاد مراسلو وكالات الأنباء في المناطق المتضررة أن الهند ونيبال وباكستان وكوريا الجنوبية سجلت خسائر بشرية تجاوزت المئات، فيما شهدت ولايتي تكساس ونيو مكسيكو بالولايات المتحدة مقتل أكثر من 100 شخص جراء الفيضانات السريعة التي داهمت المناطق دون إنذار كافٍ.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن جنوب الصين تأثر بدوره بأمطار عاصفة في 21 يوليو، تسببت في فيضانات وانهيارات أرضية، وذلك في أعقاب إعصار "ويفا" الذي ضرب هونغ كونغ قبلها بيوم واحد. 

ووفق تقديرات الخبراء الاقتصاديين، فإن الخسائر المادية السنوية الناجمة عن الفيضانات تتجاوز 50 مليار دولار عالمياً، مع تعرض نحو 1.81 مليار شخص لمخاطر "فيضان المئة عام"، معظمهم في البلدان النامية.

أنظمة الإنذار المبكر ومشاكلها:

كشفت كارثة تكساس عن الثغرات الخطيرة في أنظمة الإنذار المبكر، حيث أوضحت التحقيقات الأولية أن المشكلة لم تكن في إصدار التحذيرات بل في توقيتها وآليات إيصالها. 

وأشارت مصادر محلية إلى أن معظم المتضررين استيقظوا على مياه الفيضانات وهي تجتاح منازلهم، في وقت غابت فيه أنظمة الإنذار المحلية مثل الصافرات في المناطق النائية والمخيمات الصيفية.

يضاف إلى ذلك تحدي الفيضانات السريعة التي تمثل نحو 85% من حالات الفيضان، وتتميز بأعلى معدلات وفيات مقارنة بالفيضانات النهرية أو الساحلية. 

وتشير دراسات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الطبيعة المفاجئة لهذه الفيضانات تجعل منها تحدياً كبيراً للتنبؤ، حيث سجل نهر غوادالوبي في تكساس ارتفاعاً بمقدار 8 أمتار خلال 45 دقيقة فقط، وهي سرعة لم تتمكن أنظمة الإنذار من مجاراتها.

جهود التحسين والاستعدادات المستقبلية

في مواجهة هذه التحديات المتزايدة، باشرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بتكثيف جهودها لتحسين أنظمة التنبؤ بالفيضانات السريعة من خلال "إطار التنبؤ بالفيضانات" ومبادرة "FFI" التي تعمل حالياً في أكثر من 70 دولة. 

وتوضح مصادر المنظمة أن هذه المنظومة تعتمد على جمع بيانات الأقمار الصناعية والرادارات ونماذج الطقس عالية الدقة لتوفير تحذيرات في الوقت الفعلي.

كما تعمل المنظمة، بالتعاون مع شركائها في برنامج "FFGS"، على تحويل النظام إلى منظومة دولية مستدامة ومتكاملة ضمن إطار نظام "الإنذار المبكر متعدد المخاطر". 

وتكشف مصادر مطلعة أن الجهود تتركز أيضاً على بناء القدرات الوطنية، وتأهيل المئات من الخبراء وفق إطار كفاءات التنبؤ بالفيضانات، مع تنسيق فوري بين وكالات الأرصاد وفرق إدارة الكوارث، وهو ما من شأنه رفع مستوى الاستجابة للكوارث مستقبلاً.

تبقى الحاجة ملحة لتطوير أنظمة الإنذار المبكر وضمان وصولها إلى جميع المتضررين المحتملين في الوقت المناسب، خاصة مع تزايد وتيرة الكوارث الطبيعية في العالم. 

ويشدد الخبراء على ضرورة تكامل الجهود الدولية والاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية وزيادة الوعي المجتمعي لردم الفجوة بين إصدار التحذيرات وتفعيل الاستجابة المناسبة، وبما يضمن حماية أرواح البشر وممتلكاتهم قبل فوات الأوان.

شارك الخبر