شهدت السعودية حدثًا مؤثرًا ألقى بظلاله على جموع المواطنين والمقربين من الأسرة المالكة، حيث أُعلن عن وفاة الأمير الوليد بن خالد بن طلال، المعروف بلقب "الأمير النائم"، ليغادر هذه الدنيا بعد غيبوبة استمرت لأكثر من عشرين عامًا.
الأمير الوليد الذي واصل رحلته مع الحياة بين الأمل واليأس بعد تعرضه لحادث سير مأساوي عام 2005، كان عنوانًا متكررًا للحديث في الأوساط الطبية والإعلامية. فعلى مدار تلك السنوات الطوال، تعلّقت آمال والده الأمير خالد بن طلال بالرغبة الشديدة في استيقاظ ابنه من غيبوبته، متشبثًا بالحلول الطبية المتاحة.
قصة الأمير "النائم" دعت إلى التعاطف الكبير من شتى الأوساط، حيث شارك الكثيرون عبر وسائل الإعلام الاجتماعي مشاعرهم حيال الرحيل المؤلم، مضمّنين دعواتهم للرحمة والصبر لوالده الأسرة المكلومة. كانت لحظات الدفن مليئة بالتأثير، فقد أظهر الأمير خالد بن طلال واحدًا من أصعب المشاهد البشرية أمام الأبوة المتيمة، حيث لم يستطع كبح دموعه وهو يودع الغالي الذي سبق أن عاش في كنف أمله.
وبحسب بيان الديوان الملكي السعودي، فقد تمت مراسم دفن جثمان الأمير الوليد في العاصمة الرياض، حيث أُقيمت صلاة الجنازة في جامع الإمام تركي بن عبدالله وسط حضور كثيف من أقارب الفقيد وزملائه. وتميزت الأجواء بالكثير من الحزن والأسى، مع شكر كبير لأولئك الذين تثاقلوا بتحمل المسافات والمشاعر لاتخاذ دورهم بتوديع الأمير الشاب.
الأمير النائم الذي سبق وأن أشغل قلوب الكثيرين بقصة غيبوبته الطويلة، فارق الحياة عن عمر ناهز 35 عامًا، تاركًا وراءه ذكرى لا تُنسى عن قدرة الحب والأمل على العيش مهما طال الزمن. وقد أثارت وفاته موجة من الحزن المشترك، ليبقى الأمير وليد ذكرى في قلوب من يعرفونه ومثالًا عن صبر والده وعائلته التي التصقت به حتى النهاية.