تستعد المملكة العربية السعودية لمواجهة صيف استثنائي هذا العام، حيث بدأت درجات الحرارة بالارتفاع بشكل ملحوظ رغم أننا ما زلنا في فصل الربيع. وفقاً للمركز الوطني للأرصاد، سجلت بعض المناطق في الشرق والوسط والجنوب الداخلي قراءات وصلت إلى 43 درجة مئوية، وهو ما يضع المملكة أمام تحدٍ مناخي غير مسبوق قد يؤثر على أنماط الحياة اليومية للسكان خلال الأشهر المقبلة.
تأثير الحرارة على المناطق الشرقية والوسطى
تشير التقارير الرسمية الصادرة عن المركز الوطني للأرصاد إلى أن المناطق الشرقية ستكون الأكثر تعرضاً للموجات الحارة هذا الصيف. وكشف حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للمركز، أن محافظة النعيرية تتصدر قائمة المناطق الأكثر حرارة في المملكة، حيث سجلت خلال السنوات الخمس الماضية درجة حرارة بلغت 53 درجة مئوية في الظل، تلتها مدينتا الدمام والظهران. كما ذكر القحطاني أن مدينة جدة شهدت في عام 2010 ظروفاً مشابهة عندما وصلت درجة الحرارة فيها إلى 52 درجة مئوية، مما يعكس حدة التغيرات المناخية التي تمر بها المملكة.
انخفاض درجات الحرارة في المناطق الشمالية
على النقيض من المناطق الشرقية والوسطى، تشهد المناطق الشمالية من المملكة انخفاضاً ملحوظاً في درجات الحرارة. أوضح المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد أن بعض المناطق الحدودية سجلت درجات حرارة صغرى تراوحت بين 8 و9 درجات مئوية. غير أن هذا الانخفاض يعتبر مؤقتاً ومحصوراً في الشمال، إذ من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة تدريجياً في جميع أنحاء المملكة مع بداية الشهر المقبل، مما يؤذن بدخول فصل الصيف الذي تتراوح فيه درجات الحرارة المعتادة بين 48 و49 درجة كحد أقصى، و38 إلى 39 درجة كحد أدنى.
التوقعات لدرجات الحرارة في موسم الحج
يلفت القحطاني الانتباه إلى أن موسم الحج لهذا العام سيكون آخر موسم يتزامن مع فصل الصيف، ولن يعود الحج في هذا الفصل إلا بعد 16 عاماً. ونظراً لهذا التزامن، تعمل الجهات المعنية على تجهيز التقارير المناخية اللازمة وتوفير المعلومات الجوية الضرورية لمساعدة الحجاج والسلطات في التعامل مع الظروف المناخية الصعبة.
يستمر المركز الوطني للأرصاد في رصد التغيرات المناخية وإعداد تقارير دقيقة حول توقعات الطقس للصيف المقبل. هذه التقارير ستكون بالغة الأهمية للمواطنين والجهات الحكومية على حد سواء، خاصة مع المؤشرات الأولية التي تنذر بصيف حار غير مسبوق. ومع استمرار ارتفاع درجات الحرارة عالمياً، تبرز أهمية الاستعداد المبكر والتخطيط السليم للتكيف مع هذه الظروف المناخية المتطرفة التي قد تصبح أكثر شيوعاً في السنوات القادمة.