أعلنت أمانة جدة عن إطلاق نظام مواصلات جديد يهدف إلى تعزيز جودة الحياة لسكان المدينة.
هذا المشروع الطموح، الذي بدأ في مطلع أبريل، يعد بتحقيق تحول نوعي في كيفية تنقل المواطنين، من خلال تقديم وسائل نقل ذكية ومستدامة.
ومن المتوقع أن يسهم النظام الجديد في تقليل الازدحام المروري، وتقديم خيارات تنقل أكثر كفاءة وراحة.
تفاصيل النظام الجديد:
النظام الجديد يتضمن أسطولاً حديثًا من الحافلات الكهربائية، مجهزة بأحدث التقنيات لضمان راحة وأمان الركاب.
ويتكون الأسطول من 76 حافلة تغطي مناطق ذات كثافة سكانية عالية، وتتميز بوجود أنظمة تكييف متطورة، وكاميرات مراقبة، وأجهزة تتبع، وشاشات عرض للوجهات.
و إضافة إلى ذلك، تم تجهيز الحافلات بتسهيلات لذوي الإعاقة، مما يعزز من شمولية النظام لجميع فئات المجتمع.
وتشمل المرحلة الأولى من المشروع 14 مسارًا رئيسيًا و91 محطة توقف، موزعة بطريقة مدروسة لخدمة أكبر عدد ممكن من السكان.
وتتضمن المسارات الجديدة شوارع رئيسية مثل طريق الملك فهد وشارع الأمير متعب، مما يعزز من تكامل الشبكة وسهولة التنقل بين الخطوط المختلفة.
التكامل مع رؤية مستقبلية
لا يقتصر برنامج النقل العام في جدة على الحافلات فقط، بل يمثل جزءًا من رؤية أوسع لإنشاء منظومة نقل متكاملة.
وتخطط المدينة لإنشاء أربعة خطوط مترو وثلاثة خطوط سكك حديدية خفيفة، بالإضافة إلى ترام حديث على امتداد الكورنيش لخدمة المناطق السياحية.
ويعكس هذا التكامل طموح جدة في أن تصبح مدينة ذكية متكاملة الخدمات.
ومن أبرز مميزات المشروع وجود حافلات سريعة تعمل في مسارات مخصصة على شوارع حيوية مثل حراء والملك فهد، ما يسهم في تقليل زمن التنقل وتوفير تجربة أكثر كفاءة.
كما تم إنشاء خطوط رئيسية للحافلات وخطوط تغذية فرعية تربط الأحياء الداخلية بالمحاور الرئيسية، مما يسهل عملية التنقل داخل المدينة.
الابتكارات والمرافق الداعمة
في سابقة هي الأولى من نوعها في المملكة، يتضمن المشروع شبكة حافلات مائية تمتد على طول ساحل جدة، تقدم وسيلة تنقل بحرية عملية وجاذبة للركاب.
كما تشمل الخطة مرافق لمواقف السيارات التحفيزية، تتيح للمستخدمين ركن سياراتهم ومواصلة رحلتهم عبر وسائل النقل العام بسهولة وأمان.
ولتحسين البنية التحتية ودعم مشروع النقل، يتضمن البرنامج إنشاء جسر معلق حديث فوق شرم أبحر، يربط بين ضفتي المدينة ويوفر مرورًا سلسًا بين المناطق.
وتم التخطيط أيضًا لإنشاء مرفق تجاري متعدد الاستخدامات، سيكون مركزًا نابضًا للحركة التجارية والخدمية، مما يعكس التطور الذي تشهده المدينة.
وبإطلاق هذا المشروع، تتقدم جدة نحو مستقبل أكثر إشراقًا، حيث يساهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 من خلال تطوير البنى التحتية وتعزيز الاستدامة.
النظام الجديد للنقل العام ليس مجرد وسيلة للتنقل، بل هو حجر الأساس نحو تحول حضري شامل يجعل من جدة مدينة أكثر مرونة وحداثة، مما يقلل من الاعتماد على المركبات الخاصة ويحسن من جودة الحياة للمواطنين والزوار على حد سواء.