2012/04/11
دعوات مدنية لإيقاف حرب أبين والتحقيق مع قائد المنطقة الجنوبية في "مجزرة" دوفس
دعا المشاركون في ندوة "عام على حرب أبين.. ويستمر نزيف الدم اليمني" حكومة الوفاق الوطني إلى سرعة إيقاف حرب أبين وإنهاء معاناة المدنيين ومأساة أكثر من مئة ألف أسرة أجبرت على النزوح من أبين.
 
وفي الندوة التي نظمتها مؤسسة قرار للإعلام والتنمية المستدامة، بالتعاون مع مؤسسة أفكار للأبحاث، تم الإشهار عن حركة "أوقفوا حرب أبين" بمشاركة واسعة من أبناء أبين وعدد من منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان. 
 
وقال رئيس اللجنة التحضيرية لحركة "أوقفوا حرب أبين" عبدالله النعماني "إن استمرار الحرب كارثة بكل المقاييس وإن اليمنيين بحاجة إلى السلم والتصالح في هذه الفترة العصبية وإن الأوضاع الإنسانية في أبين مأساوية داعياً حكومة الوفاق إلى الحوار مع حركة أنصار الشريعة كخيار أفضل من خيار المواجهة العسكرية. وتمنى النعماني، وهو أيضاً خطيب جامع جعار، من وسائل الإعلام المحلي والأجنبي ومنظمات المجتمع المدني النزول الميداني للمحافظة لتوثيق مأساة ومعاناة المدنيين.
 
من جهته قال منسق الحركة الزميل محمد العبسي "إن أردت حكومة الوفاق، والولايات المتحدة الأمريكية، إيقاف نزيف الدم في أبين والخروج بحلّ، غير باهظ الثمن، فعليها أن تتعامل على فصل النتيجة عن السبب، والقيادة المؤدلجة للتنظيم عن الأتباع. وأضاف: "على حكومة باسندوة -وإن لم يكن قرار الحرب بيدها- أن تعي أن استمرار المواجهة العسكرية تزيد "أنصار الشريعة" قوة وتمنحهم مظلوميةً سوف تسوقهم في اليمن كلها كأصحاب قضية. عدا ذلك قدرتهم اللامحدودة على الاستفادة من أخطاء الحرب فكل غارة يقتل فيها مدني واحد فقط عن طريق الخطأ، كما حدث في جامع جعار وفي المعجلة وأماكن أخرى، سوف يُكسب الجماعة ألف تابع بين مقاتل ومؤيد ومتعاطف.
 
وأضاف رئيس مؤسسة قرار: "ينبغي إيقاف هذه الحرب وليس تهم التفاصيل" متسائلاً هل حقاً يشكل مسلحو جعار خطراً على أمن الولايات المتحدة؟ بحسب جون ميولر، الأستاذ الجامعي الأمريكي، فإن "إرهاب تنظيم القاعدة يقتل كل عام، في جميع أنحاء العالم، أقل من عدد الأطفال الأمريكيين الذين يغرقون في أحواض الحمامات والسباحة".
 
وقالت ميسون الإرياني المدير التنفيذي لمؤسسة قرار للإعلام والتنمية "إن الحركة تعتزم الضغط على طرفي الحرب من أجل إيقاف الحرب وإنهاء معاناة المدنيين" مشيرة إلى أن الحركة ستنفذ عدداً من الفعاليات في عدن إضافة إلى وقفات احتجاجية أمام رئاسة الوزراء ووزارة الدفاع ورئاسة الجمهورية. فالضحايا جميعاً سواء من "أنصار الشريعة" أو من القوات المسلحة هم من أبناء اليمن وموقفنا المعارض هنا موقف أخلاقي تماماً كمعارضتنا لحرب صعدة من قبل وأية حروب تمزق النسيج الاجتماعي.
 
وفي الندوة التي قدم فيها عدد من أبناء أبين شهادتهم عن معاناة السكان المحليين قال الزميل عبدالرشيد الفقيه رئيس مؤسسة حوار وممثل هيومن رايتس وتش في اليمن إلى مجابهة الفكر المتطرف والجماعات المسلحة أيا كانت من قبل النخب المدنية، وفيما حث على توسيع الحركة الداعية لوقف حرب أبين و طالب عبدالرشيد رئيس الجمهورية ووزير الدفاع بضرورة فتح تحقيق في مجزرة دوفس التي راح ضحيتها 200 عسكرياً مع قادة الألوية وقائد المنطقة الجنوبية وقتها وكل المسئولين المتورطين. 
 
وقدم عياش عواس من مركز سبأ للدراسات الإستراتيجية تحليلاً عسكرياً قيماً مقارناً بين تنظيم القاعدة وحركة أنصار الشريعة وفيما دعا عبدالرحمن العلفي مدير مركز "منارات" للدراسات وجهاد الجفري رئيس تحالف أبناء الجنوب "إلى سرعة وقف الحرب وتضافر مؤسسات المجتمع المدني لتكوين رأي عام ضاغط لإيقاف الحرب"،، أسف الدكتور محمد القاعدي مدير الإعلام والعلاقات في وزارة الداخلية من استمرار الحرب ومما آلت إليه على المستوى الإنساني إلا أنه في الوقت نفسه طالب جميع قوى المجتمع مساعدة الدولة في إحلال السلام الاجتماعي والوقوف في وجه الجماعات المسلحة التي تبيح قتل الجنود وتغذي العنف والتحريض والتفكك الاجتماعي.
 
كما قدم الزميل الصحفي محمد غزوان شهادة قيمة عن مشاهداته وانطباعاته ولقاءاته التي أجراها لأكثر من شهر من وسط ساحات المعركة والمناطق الملتهبة متهماً قادة بعض الألوية العسكرية بالتواطؤ وعدم مساندة الكثير من الوحدات العسكرية في أرض المعركة كتلك الكتيبة التي أسر تنظيم أنصار الشريعة 73 عسكرياً باعتبارهم جنود مدفعية بحاجة الى حماية وفق الأعراف العسكرية.
 
ونقل غزوان أثناء استعراضه لأرشيفه الفوتوغرافي الذي عُرض في القاعة صورة مختلفة عن الوضع الحياتي في أبين نافياً ما يروج عن طريقة تعامل أنصار الشريعة مع السكان ومشيداً بالأمان الذي فرضوه هم وعجزت عنه الدولة والذي أوصل أصحاب المحلات التجارية إلى الذهاب لصلاة العصر ومحلاتهم مفتوحة لثقتهم أن أحداً لن يجرؤ على السرقة مخافة عقوبة أتباع أنصار الشريعة.   
 
هذا وتخللت الندوة عرض بصري بالبورجيكتار للمعاناة الإنسانية وضحايا القوات المسلحة من الأمن المركزي وغيرهم واختتم ببيان صادر عن أبناء أبين المقيمين في صنعاء.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news8267.html