2016/05/17
انهيار الريال اليمني .. هل يكون المسمار الأخير في نعش الانقلاب ؟
يبدو أن الانهيار المفاجئ للريال اليمني، سيؤسس لمرحلة جديدة، على مختلف الأصعدة، سيما أنه طغى على المشهد السياسي، وخلق معطيات جديدة، قد تؤدي إلى تحقيق مكاسب للشرعية، لم تتمكن من تحقيقها عسكريا وسياسيا طيلة الأشهر الماضية.
 
وأفرز انهيار الريال أمام الدولار، أزمة حادة في المشتقات النفطية، وكذا الغاز المنزلي، فضلا عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وغيرها من الاحتياجات المعيشية، الأمر الذي يجعل الانتفاضة الشعبية، إحدى المعطيات الحاضرة، بعد أن تمكنت سلطة مليشيا الحوثي من ممارسة القمع ضد الشعب منذ أكثر من عام.
 
وفي مشاورات الكويت، طرح وفد الشرعية، الانهيار الاقتصادي الوشيك، الذي سينتج حتما عن انهيار العملة، على طاولة المشاورات، مؤكدا أن هذا كان بمثابة نتيجة منطقية للإنقلاب الذي تسبب في تدمير الاقتصاد ونهب الاحتياطي النقدي، والعبث بالمؤسسات الحكومية.
 
قيادات وناشطون حوثيون، حذروا من خطورة الانهيار المفاجئ للريال، مشيرين إلى أن هذا يأتي في سياق الحرب على جماعتهم، في حين ألقى عدد منهم المسؤولية على أطراف مختلفة، أبرزها الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
 
فهذا الناشط الإعلامي أسامه ساري، حمل علي عبد الله صالح، وحزبه مسؤولية انهيار الريال اليمني، والأزمة الاقتصادية التي ستترتب عليه، مشيرا إلى أن التجار وأصحاب رؤوس الأموال من حزب المؤتمر، هم من يفتعلون أزمة المشتقات النفطية، مضيفا أنهم يقدمون خدمة على طبق من ذهب لـ"العدوان"، حسب وصفه.
 
الإعلامي الحوثي، عابد المهذري، عضو الفريق الإعلامي المرافق لود مليشيا الحوثي، إلى مشاورات الكويت، طالب بقطع أصابع علي عبد الله صالح، التي تعبث بالاقتصاد، متهما إياه بالوقوف وراء أزمة انهيار الريال اليمني.
 
بدوره، حذر القيادي الحوثي المنشق، الرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من الحوثيين، مؤكدا أنهم قد يقوموا بتصفيته أو اعتقاله، وتقديمه ككبش فداء، وتسليمه للتحالف العربي.
 
وقال البخيتي ناصحا علي عبد الله صالح: " توارى عن أنظار الحوثيين تماماً، وأحط نفسك بإجراءات أمنية معقدة حتى على أكثر المقربين منك، خلال هذه المرحلة الخطرة والحساسة والمفصلية، حتى تتضح الصورة بخصوص مسألة انهيار العملة وما سيعقبه من انهيار اقتصادي متوقع، سيؤدي حتماً الى شل سلطة الحوثيين ثم انهيارها الحتمي، وخلال هذه اللحظات الحساسة سيبحثون عن كبش فداء يضحون به ويحملونه المسؤولية بوصفه من يقف وراء انهيار العملة، وسيوظفون ذلك أيضاً لدى الرياض والخليجيين على اعتبارهم من قطف رأس صالح، اما بالسجن أو بالاشتباك مع حراسته حتى مقتله".
 
ولفت إلى أن الحوثيين، كالذئب الجريح الذي يمكن أن يفعل أي شيء قد يمنحه أمل في الحياة، مشيرا إلى أنهم قد رموا بكل أوراقهم وشعارات (محور المقاومة) خلال أيام فقط، في ظهران الجنوب، والبقية في دولة الكويت، مؤكدا أن تلك الشعارات التي انقلبوا عليها لكي يحافظوا على وجودهم أهم عندهم مئة مرة من مسألة تعهداتهم لصالح والمؤتمر الشعبي العام.
 
وتشير ردود الفعل هذه الصادرة عن إعلاميين وناشطين حوثيين، وما يقابها من اتهامات مماثلة من قبل كوادر بحزب المؤتمر، لجماعة الحوثي بالتسبب في هذا الانهيار، تشير إلى أن الانقلاب بدأ يترنح، وأننا مقبلون على مرحلة ما بعد الانقلاب.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news73628.html