كشف الدكتور شكري الحسن التدريسي في جامعة البصرة والمختص بالتلوث البيئي أن المادة "المسروقة" هي جهاز فحص بأشعة كاما من نوع SENTINEL model 880 Delta أميركي المنشأ، وهو يعادل مفاعل ذري صغير الحجم. الجهاز يستخدم للفحص الصناعي عن طريق أخذ التصوير الإشعاعي للمواد والمنشآت المراد فحصها عبر تمرير قدر من أشعة كاما Camma عليها وهو محمي بدرع من اليورانيوم المنضب وبأنبوبة من الستيل المقاوم.

وأضاف الحسن أن الجهاز يمثل خطراً حقيقياً على صحة الإنسان والبيئة إن لم يتعاطَ معه شخص مؤهل لذلك، وتبرز مكامن خطورته من خلال الاتي:

1- أنه يتعامل مع الايريديوم (Iridium)192 والسيلينوم (Selenium)75 والسيزيوم (Cesium)137 وهي نظائر مشعة خطرة تستخدم مجتمعة لتوليد أشعة كاما الأشد خطورة لاستخدامها في أعمال الفحص.

2- يحتوي على اليورانيوم المنضب (كدرع واقٍ)، الذي ثبتت خطورته في التسبب بأمراض سرطانية عديدة، خصوصاً لأبناء البصرة.

3- عند تشغيله، تنبعث منه مستويات مرتفعة من أشعة كاما وبطاقة حرارية عالية، وهي تعد من أكثر أنواع الإشعاعات خطورة قياساً بأشعتي ألفا وبيتا.

4- يمكن للإنسان الذي يتعرض لهذه الإشعاعات أن يزداد خطر إصابته بالسرطان وكذلك الإصابة بحروق خارجية وحرق بطانة المعدة والأمعاء وتلف الكبد والتسمم ومن ثم الموت.

5- توصي التحذيرات المثبتة في دليل استخدام الجهاز بضرورة العمل عليه لأقصر مدة ممكنة وبعدم اقتراب الشخص (غير المرتدي لملابس الوقاية) منه لمسافة قريبة وإلا تعرض للأذى والوفاة في غضون فترة قصيرة، كما يجب عدم مسكه بأيدٍ (عارية) بأي حال من الأحوال. علماً أن التعليمات تقضي أيضاً بوجوب أن يحفظ هذا الجهاز بأقصى درجات الحماية والسلامة المهنية.

كما أشار الحسن إلى أنه لو ثبت أن الشخص الذي سرق هذا الجهاز قد قام بتشغيله وبث الإشعاعات منه في أماكن مغلقة أو حتى في الهواء الطلق, فان هذا قد يعني ان ملوثات قاتلة اطلقت في الهواء وستسبب الاذى لشريحة كبيرة من المواطنين.

الدكتور شكري الحسن