2015/12/03
بعد جمود لسنوات.. التحالف الثلاثي يبعث الأمل بالتغيير في سوريا
تقود كل من السعودية وتركيا وقطر، تحالفاً وثيقاً ينتهج سياسة أكثر جرأة نحو العمل على إسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومحاربة تنظيم الدولة، على حد سواء.
 
ويبدو التعاون جلياً في الآونة الأخيرة، إذ إن الحلف الثلاثي متفق على محاربة الإرهاب، وعدم وجود مستقبل للأسد في سوريا، فيما يعزز هذا التحالف الجديد من فرص المعارضة السورية، ويدفعها إلى تحقيق مكاسب كبيرة في ساحة المعركة.
 
وفي هذا الشأن، يقول رئيس تحرير صحيفة "الشرق القطرية" جابر الحرمي: إن "المنطقة اليوم بحاجة إلى هذا الحلف الثلاثي لمعالجة أزمة سوريا بشكل جوهري وليس سطحياً. وشهدنا في اجتماع فيينا الأخير وجود تنسيق موحد بهذا الشأن".
 
ويتابع الحرمي في تصريح لـ"الخليج أونلاين": "نحن أمام حلف قادم فعلياً يتكون من السعودية وتركيا وقطر، ستتبلور صورته بشكل أوضح خلال الأيام القادمة، فالدول الثلاث متمسكة برؤيتها في رحيل الأسد ومحاربة داعش في آن واحد".
 
ويوضح أنه "يجب أن يكون هناك حزمة واحدة في العمل على هذين الملفين دون تجزئة، فتنظيم الدولة نتاج لإرهاب النظام السوري وللعنف في المنطقة".
 
وكان رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أعلن، في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أن تركيا ستبدأ عملية جديدة مع السعودية ودول أخرى لمكافحة الإرهاب في سوريا وبدعم إقليمي، وأكد أن حدود تركيا مع سوريا هي حدود حلف شمال الأطلسي (ناتو).
 
وكانت صحيفة الواشنطن بوست، قالت مؤخراً إن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، قاد مساعي حثيثة لتقريب وجهات النظر بين تركيا والسعودية، مستغلاً علاقته الجيدة مع الحليف التركي، "ويضاف إلى ذلك التغيير الجديد الذي طرأ على السياسة السعودية بمجيء الملك سلمان الذي عمد إلى تعزيز تعاونه بشكل أكبر مع كل من قطر وتركيا".
 
ويؤكد الكاتب في الصحيفة، ديفيد إغناتيوس، أن الدول الثلاث نجحت في إنشاء أكبر تحالف لقوى المعارضة السورية؛ وهو ما يعرف بجيش الفتح، حيث سمحت تركيا بضخ أسلحة نوعية ساهمت في تحقيق مكاسب كبيرة على مدى الشهور الماضية، خاصة في محافظة إدلب ومناطق أخرى شمال سوريا وغربها.
 
تغيير قواعد اللعبة، من وجهة نظر الكاتب، لا يبدو أنه مرتبط بالتحالف الثلاثي الجديد وحسب، وإنما أيضاً برغبة الولايات المتحدة في فرض منطقة حظر جوي على طول الحدود بين تركيا وسوريا، وتوفير ملاذ آمن للعائلات السورية الفارة من المعارك؛ لحين تأمين العودة إلى ديارهم.
 
التحالف الثلاثي، السعودي القطري التركي، يسعى لإيجاد قيادات بديلة قادرة على إدارة العملية الانتقالية في حال سقوط الأسد، في وقت بدأ يضعف موقف النظام السوري ودوره، وهو الأمر الذي أصبح واضحاً بعد استدعاء التدخل الروسي.
 
وبعد سنوات من الجمود في سوريا، فإن القادة اليوم لديهم أمل لمناقشة إمكانية التغيير، وهو ما يبرز في تطور التنسيق بين كل من تركيا وقطر والسعودية، وآخرها زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة المستمرة حالياً.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news62784.html