2015/02/10
بطل جديد للعالم الرقمي يكشف أصحاب حسابات سويسرية سرية بينهم ملوك وأمراء عرب
يعيش العالم على إيقاع فضيحة مالية جديدة تتجلى في الفرع السويسري للبنك البريطاني HSBC الذي يساعد زبائنه على التهرب الضريبي، ومنهم قادة عرب وزعماء دول فقيرة علاوة على المنتمين للعالم الغني والمتقدم ومنهم السياسي والفنان والرياضي. ويعود الفضل في كل هذا إلى بطل جديد من العالم الرقمي هو هيرفي فلسياني الذي سرب لائحة البنك المذكور ويقيم الآن في إسبانيا وانضم إلى حزب «بوديموس» ظاهرة السياسة الإسبانية.
 
وبدأت عشرات من وسائل الإعلام الدولية، منذ ليلة الأحد، في نشر ريبورتاجات حول أكبر الفضائح المالية والتي تحمل اسم «سويسليكس» على شاكلة ويكيليكس، وتهم 130 ألف حساب في الفرع السويسري HSBC Private Bank للبنك البريطاني HSBC.
 
ويعتبر هيرفي فلسياني البطل الجديد في أعين الرأي العام الدولي بفضحه الفساد المالي للبنك البريطاني، وبهذا ينضاف إلى قائمة الأبطال الجدد المرتبطين بشبكة الإنترنت مثل جوليان أسانج الذي يقف رفقة آخرين وراء ويكيليكس التي نشرت وثائق الدبلوماسية الأمريكية وإدوارد سنودن الذي فضح كيفية تجسس وكالة الأمن القومي على العالم.
 
هذا المهندس الذي ولد في مونتي كارلو سنة 1972 عمل في البنك المذكور، والتحق به سنة 2001 إلى 2008، تولى تنظيم الحسابات وتطوير الحماية من القراصنة. وخلال اشتغاله، رصد عمليات تهريب مالية مذهلة من مختلف دول العالم، الغني والفقير، وبلغت ما بين نوفمبر 2006 إلى 31 آذار/ مارس 2007، أي أقل من ستة أشهر أكثر من 180 مليار يورو.
 
وبوازع أخلاقي، عندما وقف على تهريب الأموال وخاصة من الدول الفقيرة، قام بتسجيل حسابات تهم مئة ألف شخصية و20 ألف شركة. وأخبر السلطات السويسرية بما يقوم به البنك من مساعدة الزبائن على التملص الضريبي، لكن لم يجد استجابة، وتوجه إلى بيروت في محاولة منه لفت الانتباه من هناك، لكن لم يجد استجابة خاصة وأن فضائح من قبل ويكيليكس لم تكن قد اندلعت بعد ليعرف العالم حجم الفضيحة المالية.
 
واعتقلته السلطات السويسرية سنة 2008 ولكنها أفرجت عنه بعد شهور، وهرب نحو فرنسا وسلم للنيابة العامة في نيس قرصا بجميع الحسابات السرية ومنها لأكثر من ستة آلاف فرنسي. وخوفا من فضيحة دولية، أصدرت السلطات السويسرية مذكرة اعتقال دولية في حقه، وجرى اعتقاله سنة 2012 في إسبانيا.
 
وقضى قرابة سنة من السجن في إسبانيا، وقرر القضاء الإسباني الإفراج عنه ووفرت له الشرطة والمخابرات الإسبانية الحراسة والحماية، وجرى كل شيء بتنسيق مع الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى بحكم أنه قدم للمنتظم الدولي لائحة المتهربين من الضرائب ووضع سويسرا في موقف حرج للغاية. وجاء حكم المحكمة الوطنية في إسبانيا ضد مذكرة سويسرا بأن «القضاء الإسباني لا يعتبر الكشف عن حسابات سرية جريمة بل عمل لصالح المجتمع». وساعدت لائحة فلسياني دولا مثل فرنسا وإسبانيا واليونان والولايات المتحدة على فتح تحقيق بشأن المتهربين.
 
وانضم فلسياني هذه الأيام إلى حزب بوديموس الذي يعتبر ظاهرة السياسة في إسبانيا والذي من شعاراته التنديد بالفساد في البلاد. ويقيم فلسياني في إسبانيا.
 
ومنذ ليلة الأحد الماضي بدأ عدد من الصحف، وعلى رأسها «لوموند» في نشر لائحة المتهربين من الضرائب، وذلك ضمن «الائتلاف الدولي لصحافيي التحقيق» يضم 154 صحافيا من 47 دولة، وأغلب الصحف من وسائل الإعلام الجديدة التي تحمل خطابا غير مهادن لرؤوس الأموال، ورفضت صحف كبرى عالميا المساهمة في التحقيق لأن بعض المساهمين فيها جاء ذكرهم في لوائح فلسياني.
 
وكانت جريدة «لوموند» التي خصصت 11 صفحة للحدث هي التي تتوفر على لائحة التسريبات والتي وفرتها لعدد من الصحافيين ووسائل الإعلام ليكون الاتفاق على بدء النشر يوم الأحد 8 شباط/ فبراير على الساعة العاشرة ليلا.
 
وبهذا، انطلق نشر نتائج أحد أكبر عمليات التحقيق الصحافي في تاريخ الصحافة العالمية لتفضح أصحاب الحسابات السرية، وجاء ذكر ملوك مثل ملك المغرب محمد السادس وملك الأردن الملك عبد الله وأمير السعودية بندر بن سلطان والسلطان قابوس.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news42326.html