2014/08/11
أردوغان يبدأ مرحلة جديدة من حكم تركيا
يبدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اليوم الإثنين (11 أغسطس/ آب 2014) مرحلة انتقالية حساسة ستتيح له الاستمرار، رغم الانتقادات، في قيادة تركيا التي يحكمها منذ 11 عاما وذلك بعد فوزه الأحد من الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية.
 
وعقب إعلان فوزه تعهد اردوغان مساء الأحد أمام عشرات الآلاف من أنصاره المتحمسين الذين احتشدوا أمام مقر حزبه العدالة والتنمية ببناء "تركيا جديدة" خالية من "خلافات الماضي" والصراعات السياسية الحادة التي تمزقها.
 
إلا أن رغبته التي كررها أكثر من مرة في تعزيز صلاحيات منصب رئيس الدولة المنتخب للمرة الأولى في اقتراع عام مباشر، وهو المنصب الشرفي إلى حد كبير حتى الآن، والاحتفاظ بالسيطرة على مقاليد البلاد خلال سنوات ولايته الخمس، أججت بالفعل التوترات مع المعارضة التي تندد بنزعته الاستبدادية والإسلامية.
 
وبدون إضاعة الوقت جمع اردوغان ظهر اليوم الهيئات القيادية لحزبه العدالة والتنمية لمناقشة المهمة الأولى: اختيار خليفته في رئاسة الحزب والحكومة قبل تنصيبه رئيسا في 28 اب/اغسطس المقبل.
 
وقرر الحزب أن يجرى هذا الاختيار عشية التنصيب في مؤتمر غير عادي يعقد في 27 اب/اغسطس.
 
وقال المتحدث باسم الحزب حسين تشيليك "لم نبحث الأسماء بعد" مضيفا أن "قادة الحزب ورئيس الوزراء سيتناقشون وسنتفق على الاسم الذي نراه معقولا".
 
ويتصدر قائمة المرشحين وزير الخارجية الحالي احمد داود اوغلو ونائبا رئيس الوزراء علي باباجان وبولنت ارينتش.
 
ورغم ان جدول المواعيد يستبعده من هذه المنافسة شدد الرئيس المنتهية ولايته عبد الله غول على انه لا ينوي الانسحاب من الحياة السياسية وسيواصل التأثير على مستقبل الحزب الذي كان من مؤسسيه.
 
وقال غول لعدد من الصحافيين "أنا الرئيس حتى 28 اب/اغسطس. بعد هذا التاريخ من الطبيعي بالنسبة لي أن أعود إلى حزبي".
 
غول، الأكثر اعتدالا من رفيق دربه، لم يخف أبدا خلافاته الأخيرة مع اردوغان إلى حد انه اعتبر وقتا ما خصما محتملا.
 
وهكذا يتوقع أن تكون المناقشات المتعلقة باسم رئيس الوزراء المقبل شديدة التعقيد خاصة بسبب رغبة اردوغان المعلنة في سلبه قيادة السلطة التنفيذية.
 
على جرك اوغلو أستاذ العلوم السياسية في جامعة كوتش الخاصة في اسطنبول اعتبر انه "أيا كان الخيار فان هذا الشخص سيخلق له مشاكل في هذا الصدد حيث أن الدستور لم يكتب لهذا النوع من ممارسة السلطة".
 
السلطات الحالية للرئيس، التي لم يستخدمها كثيرا سابقوه، تخوله الحق في دعوة مجلس الوزراء إلى الاجتماع لكن ليس في اقتراح قوانين أو القيام بحملة باسم الحزب وهما مجالان من اختصاصات رئيس الوزراء.
 
هذا التوازن لا يمكن تغييره إلا من خلال تعديل دستوري سبق أن فشل اردوغان في إقراره عام 2013 لعدم حصوله على أغلبية برلمانية موصوفة كافية.
 
النسبة التي حصل عليها اردوغان والتي جاءت اقل بكثير من الاكتساح المنشود يمكن أن تزيد الأمور تعقيدا. واعتبر جرك اوغلو انه "سيكون لذلك تأثير على الطريقة التي يفكر فيها لرئاسته الجديدة" مضيفا "لا بد وان يكون أكثر حذرا".
 
واستنادا إلى النتائج الرسمية التي أعلنها الاثنين المجلس الانتخابي الأعلى حصل اردوغان على 51,79% من الأصوات، متقدما على مرشح حزبي المعارضة الرئيسيين، الشعب الجمهوري (اشتراكي ديموقراطي) والحركة القومية، أكمل الدين احسان اوغلي ( 38,4%) ومرشح الأقلية الكردية صلاح الدين دمرتاش (9,8%).
 
نسبة المشاركة الاحد كانت 74,12% وهي اقل بكثير من نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في اذار/مارس الماضي والتي بلغت 89%.
 
وسيكون على المعارضة التصدي بقوة لمشروع اردوغان، تحويل تركيا إلى نظام رئاسي لإحكام سيطرته.
 
وقال محرر صحيفة ملييت قدري غورسيل "إذا اتخذت قيادة هذا النظام الجديد قرارات تتعارض مع الدستور سنعيش مناخا متفجرا وسنتجه نحو أزمة دستورية".
 
ولخصت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني الوضع اليوم بان "المخاطر السياسية ما زالت مرتفعة في تركيا ما يمكن أن يثني المستثمرين الأجانب".
 
الاثنين سجلت الليرة التركية عند الإغلاق ارتفاعا طفيفا مع حوالي 2,15 ليرة مقابل الدولار و2,88 لليورو. إلا أن بورصة اسطنبول انخفضت بنسبة 2,4%.
 
وقد هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل ورئيسا الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، هرمان فان رومبويي وجوزيه مانويل باروزو، الاثنين اردوغان بانتخابه.
 
لكنهم طالبوه بالوفاء بوعده القيام "بدور توفيقي" على رأس البلاد والتراجع عن انحرافاته الأخيرة التي كثيرا ما أدانوها.
(أ ف ب) 
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news33977.html