يتكون العمود الفقري من 33 فقرة تمتد من الرقبة إلى أسفل الظهر، وبين الفقرات قرص يفصل بينها يعمل كوسادة.
ويتكون من مادة هلامية طرية "الغضاريف"، أهميتها تمكين العمود الفقري من الحركة والانثناء في جميع الاتجاهات، لكن عندما تنزلق الأقراص وتخرج من مكانها تثير وتهيج الأعصاب الموجودة في المنطقة مسببة آلاماً شديدة، ما يعرف بالانزلاق الغضروفي.
ويحدث الانزلاق الغضروفي في أسفل الظهر نتيجة ضغوط خارجية تسبب ضغطا التوائيا على الفقرات السفلية وعلى الغضاريف الموجودة بينها، ويبدأ المرض عندما تصبح الحلقة الخارجية للفقرات ضعيفة أو ممزقة وتسمح للجزء الداخلي بالانزلاق، وهو ما يسبب انزلاق الديسك، وهي مشكلة تصيب الشباب وكبار السن مابين 20 إلى 50 عاماً على حد سواء.
وعادة ما يحدث الانزلاق بسبب ضعف عضلات العنق والظهر التي تعد الداعم الأساسي في العمود الفقري وتحدث انزلاقا للغضاريف الموجودة بين الفقرات العظمية العنقية والقطنية، وقد يكون سبب ضعف عضلات العنق والظهر يعود إلى أسباب وراثية أو حياتية أي النمط الحياتي غير الصحي وطبيعة العمل عند البعض وقلة ممارسة الرياضة والبدانة وإصابات العمود الفقري أو التقدم بالعمر ، وفقا لما نقلته صحيفة "الخليج".
ولا ترتبط أعراض الانزلاق الغضروفي بآلام الظهر فقط، بل تظهر من خلال الشعور بمشكلات في الأطراف "خدور وتنميل"، وتختلف باختلاف نوع الانزلاق، خاصة أنه ينقسم إلى نوعين، عنقي، ويحدث في الفقرات العلوية، وقطني، ويحدث في الفقرات السفلية.
وقال الدكتور مثنى سرطاوي استشاري جراحة العظام لـ"العربية.نت"، تظهر الأعراض بصفة عامة على شكل مجموعة من الآلام غير الحادة لدى 95% من الأشخاص ودون أية أعراض ظاهرة، ولا يتم اكتشاف ذلك إلا بعد إجراء صورة شعاعية للعمود الفقري، لكن 5% قد يعانون من آلام حادة في أسفل الظهر مع خدور وتنميل في الأرجل.
وأضاف الدكتور مثنى سرطاوي، مدير مركز جراحة استبدال المفاصل للشفاء العاجل في مستشفى "كينغز كوليدج لندن" في دبي: "لا يعني وجود انزلاق غضروفي أن يكون الإجراء الجراحي أول الأساليب العلاجية، وإنما يمكن البدء في العلاج الطبيعي ومع تقوية العضلات واستطالتها في أسفل الظهر لتمكين الغضروف من العودة لمكانه الطبيعي، وقد لا تحتاج لتدخل جراحي.
ولكن بحال فشل العلاج الطبيعي يمكن تجربة الإبر لتخفيف الالتهاب ونجاحها يكون 50%، وبحال فشلت كل الأساليب المبدئية فإن العملية الجراحية هي الحل الأمثل والأخير، حيث نقوم من خلالها بتحرير العصب، وبحال وجد عدم استقرار بالفقرات نضطر لتثبيتهم في براغي، لكن بحال كان الغضروف وحدة المنزلق نقوم بعملية سريعة وجراحة يومية ويستطيع المريض العودة لحياته الطبيعية بعد 6 أسابيع".
ويتوقف علاج الانزلاق الغضروفي على درجة الحالة، ولا يعتمد على الجراحة في كل الحالات، وينقسم إلى خمس درجات أساسية، الدرجة الأولى يحدث فيها خروج بسيط للغضروف ويكون تأثيره ضعيفاً على العصب، ويترتب عليه تنميل عند الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة، ويحتاج علاجه إلى تمارين لتقوية عضلات الظهر فقط.
يحدث للغضروف في الدرجة الثانية ضعف وتمدد للحلقة الليفية المحيطة به ولكن من دون تعرضه للقطع، والعلاج يعتمد كذلك على تمارين لتقوية الظهر، بينما في الدرجة الثالثة من المرض قطع للحلقة الليفية المحيطة بالغضروف ولكنه لم يخرج من مكانه بعد، وعلاجه يقوم إما على العلاج التحفظي أو التدخل بالمنظار، ويتوقف ذلك على حسب تقدير الطبيب لدرجة القطع، بينما يحدث القطع للحلقة الليفية وخروج الغضروف وضغطه على العصب في الدرجة الرابعة من الانزلاق، ويكون العلاج بالجراحة أو بالمنظار، واستئصال الغضروف وزراعة آخر صناعي.
وتعد الدرجة الخامسة أصعب مراحل الانزلاق، والسبب أن الغضروف يخرج تماماً من الحلقة الليفية ويختنق في القناة التي يجري فيها العصب، ولا يكون مرتبطاً بالحركة، وفي هذه الحالة يكون الألم غير محتمل في الظهر والأطراف، حتى إن المريض لا يكون قادراً على الحركة، والجراحة العلاج الأساسي.