استبيان: الوحدة اليمنية.. فك الارتباط أسهل من بناء الثقة

قد يعجبك أيضا :

�شير إلى جدلية القضية الجنوبية، وأهميتها في الدائرتين السياسية والشعبية، حقق استبيان "الجنوب والوحدة اليمنية" الذي أجرته ساحة شباب اليمن، زخماً ملحوظاً، بالمقارنة باستبيانات سابقة، وكنا قد أفردنا مساحة مفتوحة في خاتمة الاستبيان، للحديث عن "بناء الثقة بين الجنوب والشمال"، فانقسم المشاركون على غرار انقسامهم في ما يخص حل القضية.

قال كثير من المشاركين إن "الجرح عميق"، و"الشرخ كبير"، وهؤلاء استصعبوا "بناء الثقة حالياً"، وطالبوا بحلول تختلف من حيث اللفظ، وتتفق من حيث النتيجة، فتحدثوا عن "انفصال الجنوب"، "استقلال الجنوب"، "فك الارتباط"، "العودة إلى ما قبل العام 1990م"، "الفدرالية المزمنة"، "الاستفتاء الشعبي" و "تقرير مصير الجنوب"، على أن ينظر بعدها لوضع الدولتين، وتعزيز الثقة بينهما.

فئة أخرى من المشاركين، تحدثت عن "الحكم الذاتي"، "الحكم المحلي كامل الصلاحيات"، "الحكم المحلي واسع الصلاحيات"، "حكومة كفاءات"، "حكومة شباب"، وهؤلاء قالوا إن الثقة موجودة شعبياً، لكنها غائباً قيادياً، فيما أصر بعض المشاركين من الشمال على "قمع أصوات الانفصال" و"وضع حد لقيادات الجنوب في الخارج"، وهذا يتسق في ما يبدو مع نسبة المشاركين الذين نفوا وجود قضية في الجنوب تستوجب الحل، ونفى هؤلاء انهيار الثقة بين الجنوب والشمال، أو تأثرها.

تالياً، مختارات من إجابات بعض المشاركين، حول إعادة بناء الثقة بين الجنوب والشمال:

· سيأخذ وقتاً، لأنه لا يوجد بيت في الجنوب إلا واكتوى من الشمال، وهذا بدأ منذ العام 94 ونحن نعاني وللأسف عندما كنا نخرج للمطالبة بحقوقنا كان الشماليون يسخرونا منا ويعتبرون أنه ليس حق، وأننا مجرد هنود وصومال وأن الجنوب حق لهم، ونسوا أو تناسوا أننا دخلنا الوحدة برضانا وأننا دولة ذات سيادة، قد نستغرق عشرات السنوات حتى نستطيع أن ننظر إلى شخص من الشمال فالجرح عميق لا يندمل بسهولة، لقد اجتاحوا أرضنا مرتين بجيوش جرارة لم يرحموا شيخ أو طفل أو امرأة، ونحن الجنوبيون شعب طيب مسالم ولكننا لا نسكت عندما تمس كرامتنا.

· بحكم ذاتي واسع الصلاحية لمدة عامين وفي خلالها يتم إعادة بناء البنية التحتية في الجنوب واحتواء المليشيات التي تكونت خلال الحرب في الجيش والأمن وإعادة تنظيم إدارة الدولة، وكذلك يفعل الشمال وكل ذلك بمساهمة دول التحالف والاتحاد الأوروبي وأمريكا والصين وبقية دول أصدقاء اليمن على أن يركزوا على إحلال الأمن وبناء البنية التحتية وإعادة إدارة عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بوتيرة أقوى من ذي قبل لكي يعلم المواطنون في شطري اليمن أن القادم أفضل لهم جميعاً، ولابد من التعايش السلمي في ظل حكم فدرالي أو حتى انفصال الدولتين فالبقاء في وحدة هشة وعداء بين الشعبين لا يفيد أحد، وستظل اليمن في ذيل قائمة الأمم في كل شيء.

· تغيير النظام والحكومة تغييراً جذرياً كي لا تبقى أحقاد على نظام ظلم أحد على حساب آخر، ولا تبقى رموز لنظام ظالم أيضاً، واستبدالهم بحكومة جديدة تحمل روح التسامح والإخاء والتغيير للأفضل وتحمل همة الشباب وتكون حكومة كفاءات لا حكومة أحزاب تقسم فيما بين الأحزاب على أنها غنيمة.

· من وجهة نظري ستكون عبر إلغاء المركزية المتمثلة في صنعاء وجعل العاصمة عدن.

· بالعودة إلى ما قبل 1990م أي إنهاء هذه الوحدة الفاشلة في إطار الجنوب والشمال ونعمل على بناء الشراكة بين الجنوب واليمن على أسس الجيرة والأخوة بيننا وأشقائنا في اليمن (الشمال).

· من خلال الاعتراف بالتجاوزات والجرائم التي مورست - بوعي سلطوي وجماهيري- ضد الجنوب، ومن ثم البحث عن حلول توافقية ترتكز مجملاً على رضا الجنوبيين أنفسهم.

· بناء الثقة بين الجنوب والشمال تحتاج إنهاء مظلوميات الجنوبيين وإعطائهم فرصة بناء الدولة في الجنوب، وليس هناك حل أقل من نظام حكم فيدرالي بين الشمال والجنوب. بعدها يمكن تعزيز عوامل الثقة بين الجنوب والشمال.

· بتعويض الجنوبيين عن كل قطرة دم سفكت وعن كل يوم أسر وترهيب وتعنيف بحق كل جنوبي بغير حق / استعادة كامل ثروات الجنوب المنهوبة من البترول للغاز، إلى الثروة السمكية، وغيرها / اعتذار واضح من كل شيوخ الدين عن تسخير خطابهم الديني ضد أبناء الجنوب ودس أنوفهم في السياسة.

· عندما يتخلص الشعب في الشمال من التبعية لنظام حكم اليمن 33 سنة بالظلم والاستبداد، ويبرز قيادات جديدة شابة، عندها يمكن للشعبين شمالاً وجنوباً، أن ينخرطوا في مشاورات لوحدة جديدة قائمة على المنافع المشتركة لجميع فئات الشعب وليس للفئة الحاكمة فقط.

· حقيقةً، إن ممارسات عصابات الفساد جعلت الشعب متفكك و متباغض، و الحرب الأخيرة زادت الأمر سوءً، فأكثر الشماليين اشتركوا في هذه الحرب كما شاركوا في حرب صيف 94 ضد الجنوب مما ولد كره عميق لدى الجنوبيين ضد كل ما هو شمالي ولن تبنى هذه الثقة إلا إذا ابتعدت الشعوب عن بعضها، فبذلك ستبدأ الثقة ببناء نفسها من جديد وبأجيال جديدة.

· هذا الجيل لا يمكن إعادة الثقة إلية لأنه حرم من أبسط المقومات وذاق الأمرين من التنكيل والتهميش والعنصرية فعندما يتم منح الجنوبين تقرير مصيرهم بأنفسهم وبناء دولتهم سيعود جزء بسيط من الاحترام ولكن الثقة ستظل منزوعة، إلا متى ما نهض الشمال وبنى دولة نظام وقانون بالشمال وتخلص من الفاسدين والمتنفذين والقبلية العصبية، وساد العدل والقانون بالشمال وحسن علاقته بالجنوب ستبدا الثقة وسيتحد الشمال مع الجنوب في حالة توفر ما أوردناه ولكن سيحدث ذلك بالمستقبل البعيد أي على أيدي الأجيال القادمة.

· عبر: فك الارتباط بين الدولتين/ كل دولة تبني نفسها تحت مظلة القانون والمدنية ومكافحة الفساد لمدة لا تقل عن 5 سنوات / تشكيل لجنة من الدولتين لوضع أسس صحيحة وعادلة وواضحة لتوحد البلدين / استفتاء شعب البلدين كلاً على حده للموافقة على الوحدة / استفتاء كل 3-5 سنوات على استمرار الوحدة من عدمها / يكون النظام فيدرالي إن تمت الوحدة بعد استيفاء النقاط السابقة .

· الاعتراف من قبل الطرف الشمالي بكل ما ارتكب من جرائم وأخطاء وتدمير وسلب ونهب وإجحاف بحق الجنوبيين والاعتذار والتعويض، عندها يمكن إعادة بناء الثقة بين الجنوب والشمال، والعيش كدولتين جارتين في سلام.

· تقدم القيادات الشمالية جميعهم دون استثناء الذين شاركوا في اجتياح الجنوب في 1994 والذي شاركوا في اجتياح الجنوب في 2015 لمحاكمة عادلة في عدن، ربما بعدها يدرك الشعب الجنوبي أن الشمالين يضحون من أجل الوحدة.

الخبر التالي : مليشيات الحوثي تكثف قصفها لقرى الشعاور والاهمول بمحافظة إب