في تطور يحبس الأنفاس، 124 منتخباً سيصبح الرقم التاريخي الجديد للمنتخبات التي واجهها الأخضر السعودي، عندما يخوض مساء الجمعة أول مواجهة تاريخية أمام أسود كوت ديفوار على ملعب الإنماء في جدة. المفاجأة الأكبر؟ أقل من شهر واحد يفصلنا عن كأس العرب، والاختبار الحقيقي لجاهزية الأخضر يبدأ الآن مع منافس أفريقي لم يواجهه من قبل في تاريخه الممتد لعقود.
على ملعب الإنماء في مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة، سيكتب التاريخ فصلاً جديداً عندما يرتفع عدد المنتخبات التي التقاها الأخضر إلى 124 منتخباً بعد مواجهة الأفيال الإيفوارية. الساحر الفرنسي هيرفي رينارد، الذي فضل اختيار منتخبات أفريقية قوية لاختبار قدرات مختلفة، يقترب من معادلة رقم أسطورة التدريب الوطني ناصر الجوهر بـ61 مباراة. سالم الدوسري، القائد الذي تحدى الإصابة، عاد للتدريبات وسط أجواء حماسية استثنائية، مؤكداً: "الجميع متحمس لخوض هذه التجربة التاريخية الأولى".
خلال التاريخ الحافل للأخضر، واجه المنتخب السعودي 123 منتخباً في مختلف المحافل، مع الكويت في المقدمة بـ41 مباراة، تليها قطر بـ40 مواجهة. اللافت أن 33 منتخباً واجههم الأخضر مرة واحدة فقط، وسيرتفع هذا الرقم إلى 34 بعد لقاء الجمعة. رينارد، الذي تسلم قيادة الأخضر في حقبتين مختلفتين (2019-2023 ثم 2024)، يخوض رحلة تشبه عداء الماراثون في اللحظات الأخيرة نحو الرقم القياسي، بينما منتخب كوت ديفوار، الذي يحتل المركز الـ42 عالمياً، يأتي بقوته الجسمانية التي تشبه أسود أفريقيا الحقيقية.
المعسكر التدريبي في جدة شهد انتعاشاً حقيقياً مع عودة النجوم المصابين، إذ عاد حسن كادش للتدريبات الجماعية وصالح الشهري استعد جاهزيته، بينما خضع القائد سالم الدوسري لتدريبات خاصة تحت إشراف الجهاز الفني. القائمة المكونة من 27 لاعباً تحمل آمال الملايين، خاصة بعد استبعاد متعب الحربي وحسان تمبكتي بداعي الإصابة واستدعاء كادش والشهراني. أحد مشجعي الأخضر المتواجدين في جدة علق قائلاً: "هذه أول مرة نلعب مع كوت ديفوار، سنرى قوة حقيقية جديدة، والكل متحمس لمعرفة كيف سيتعامل فرسان نجد مع الطابع الأفريقي القتالي".
مع اقتراب موعد كأس العرب في قطر الشهر المقبل، تتزايد أهمية هذه المواجهة في تحديد الملامح النهائية للتشكيلة والاستراتيجية. رينارد، الذي سيتجاوز رقم الجوهر خلال منافسات كأس العرب ليصبح المدرب الأكثر قيادة للأخضر تاريخياً، يواجه تحدي الوصول للتجانس المثالي في ظل ضيق الوقت. الفرصة سانحة لاختبار اللاعبين في بيئة تنافسية حقيقية، لكن المخاطر تكمن في تجنب الإصابات والحفاظ على الثقة الجماعية. الجماهير السعودية تترقب بشغف هذه المحطة التاريخية، بينما الخبراء يؤكدون أن النتيجة ستحدد مستوى الثقة قبل الانطلاق نحو الحلم العربي الجديد.
بين أجواء التحدي والطموح، يقف الأخضر على أعتاب لحظة تاريخية فارقة قد تكون البداية الحقيقية لحقبة جديدة من الإنجازات. مع عودة النجوم، وقرب تحقيق رينارد للرقم القياسي، وتحضيرات مكثفة لكأس العرب، تبقى اللحظة الحاسمة: هل سيكون لقاء كوت ديفوار انطلاقة ناجحة نحو حلم عربي جديد، أم مجرد اختبار صعب في طريق طويل نحو المجد؟
