1078 ريال! هذا ما يخسره اليمني لكل دولار واحد عند السفر 600 كيلومتر فقط من عدن إلى صنعاء. مع بدء يوم جديد في اليمن، يواجه اليمنيون صدمة اقتصادية رهيبة، حيث يتباين سعر الدولار في مدينتي عدن وصنعاء بفارق يعادل ثلاث مرات. ومع اقتراب الأزمة من الانهيار التام، كل دقيقة تأخير في الحل تعني مزيداً من التآكل لجيوب المواطنين اليمنيين.
تشهد الأسواق في عدن وصنعاء حالة من الاضطراب المالي، حيث يُباع الدولار في عدن بـ1615 ريالاً، بينما في صنعاء بـ537 ريالاً فقط. يؤكد الخبراء: "الوضع كارثي بكل المقاييس". يعكس الفارق الكبير في الأسعار عدم الاستقرار والانقسام العميق بين الشمال والجنوب. المواطن اليمني أحمد يروي لنا: "أرسل 1000 دولار شهرياً لأفراد عائلتي، وأخسر أكثر من مليون و78 ألف ريال سنوياً إذا أرسلت الأموال لعدن بدلاً من صنعاء."
منذ بدء الحرب الأهلية في عام 2014 انزلقت اليمن إلى هاوية اقتصادية. توقف صادرات النفط والحصار المستمر يعمقان جراح الاقتصاد. هذا الوضع يذكرنا بانهيار العملة في بلدان أخرى، مثل لبنان وتركيا، ولكن الوضع في اليمن يعد أكثر سوءاً. الخبراء يحذرون: "إذا لم يتم التدخل السريع، فسنشهد انهياراً كاملاً خلال عام".
بسبب هذه الأزمة، تجد الفئات المختلفة في اليمن نفسها في موقف لا تحسد عليه؛ الأسر تفترق، والطلاب يجدون أنفسهم عاجزين عن دفع الرسوم الدراسية. رغم التحذير من خطر الانهيار الكامل للعملة، يرى البعض فرصة للاستثمار في الذهب والعقارات. سارة، تاجرة طموحة، ترى في فروق الأسعار فرصة للتجارة ودرعاً للمستقبل. من جانب آخر، يعبر اليمنيون باستمرار عن غضبهم المتزايد واستيائهم الشديد تجاه الوضع المتأزم.
الوضع الراهن يتطلب خطوات صارمة وسريعة. الفارق في أسعار الصرف يصل إلى مستويات كارثية، تتطلب التدخل العاجل لتوحيد السياسة النقدية وإنقاذ الشعب اليمني من حلقة انهيار لا تنتهي. السؤال الملح يبقى: كم من الوقت يمكن لشعب أن يصمد أمام انهيار اقتصادي بهذا الحجم؟ وماذا لو انهارت العملة تماماً؟
