في تطور مفاجئ هز الأوساط الاقتصادية، انخفضت الصادرات اللبنانية للخليج بنسبة 85% خلال 3 سنوات من التوتر، لكن كلمات قليلة من النائب فؤاد مخزومي قد تعيد إحياء اقتصاد بلد بأكمله. النافذة مفتوحة الآن، لكن التاريخ يعلمنا أن الفرص لا تنتظر المترددين، والسؤال الحارق: هل ستستطيع هذه التصريحات أن تُحوِّل صفحة جديدة في تاريخ العلاقات اللبنانية-السعودية؟
عبر منصة "إكس"، وجَّه النائب مخزومي رسالة شكر مؤثرة للقيادة السعودية، كاشفاً عن استعداد المملكة لتعزيز المسارات التجارية ورفع العوائق أمام الصادرات اللبنانية. أحمد حسن، تاجر فواكه من البقاع الذي خسر 70% من دخله بسبب إغلاق الأسواق السعودية، لم يخفِ دموع الفرح: "بعد سنوات من المعاناة، أشعر وكأن شعاع نور بدأ يخترق الظلام." الأرقام تتحدث بوضوح: 450 مليون دولار كانت قيمة التجارة السابقة بين البلدين، رقم بحجم اقتصاد دولة صغيرة كاملة.
خلف هذا التطور المثير تكمن قصة طويلة من العلاقات المتذبذبة، حيث شهدت السنوات الأخيرة توتراً بسبب نفوذ حزب الله وتهريب المخدرات. د. سامي نادر، خبير العلاقات الدولية، يؤكد أن جهود الحكومة اللبنانية في مكافحة تهريب المخدرات كانت المفتاح: "مثل جسر يُعاد بناؤه بعد فيضان، العلاقات التجارية تعود أقوى من السابق." هذا التقدير السعودي لجهود رئاسة الجمهورية والحكومة اللبنانية يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الثقة المتبادلة.
الآثار الفورية بدأت تظهر في الأسواق اللبنانية، حيث ترتفع معنويات التجار وتزداد استفسارات التصدير بوتيرة متسارعة. فاطمة محمد، عاملة في مصنع للصناعات الغذائية، تحكي بحماس: "نسمع أصوات الماكينات تعود للحياة، ورائحة القهوة اللبنانية ستعود قريباً للأسواق السعودية." د. ليلى كرم، خبيرة اقتصادية توقعت هذا التطور منذ شهور، تحذر: "الفرصة ذهبية، لكن علينا ضمان الجودة والالتزام بالمعايير السعودية، فبسرعة البرق يمكن للقرارات السياسية أن تغير مصائر الشعوب."
كما يقول المثل "مثل عودة طريق الحرير القديم"، تفتح هذه المسارات التجارية أبواب الازدهار أمام لبنان مرة أخرى. السيناريو الأكثر احتمالاً يشير إلى عودة تدريجية تبدأ محدودة ثم تتوسع، لكن السؤال الأهم يبقى: هل سيستطيع لبنان هذه المرة الحفاظ على هذا الجسر الذهبي، أم أن التاريخ سيعيد نفسه؟