في تطور تكنولوجي مذهل يعيد تعريف إدارة الأعمال في المملكة، أطلقت المديرية العامة للجوازات السعودية مساء اليوم خدمة إشعارات ثورية تختزل سنوات من العذاب الإداري في 8 خطوات رقمية بسيطة فقط. هذا الإعلان التاريخي يضع حداً نهائياً لطوابير الانتظار المرهقة ويوفر على المنشآت 80% من الوقت والجهد المهدور في متابعة إقامات الموظفين.
الخدمة الجديدة، المتاحة عبر منصة "مقيم"، تمكن المنشآت من تلقي إشعارات فورية حول حالة المقيمين والزائرين لديها على مدار الساعة. "هذا تحول جذري حقيقي"، يقول أحمد المالكي، مدير إحدى الشركات المتوسطة في الرياض، الذي اعتاد قضاء يومين كاملين شهرياً في مراجعة مكاتب الجوازات. الآن، كل ما يحتاجه هو هاتفه الذكي ليتابع حالة 150 موظف في ثوانٍ معدودة.
هذا الإنجاز يأتي ضمن استراتيجية التحول الرقمي الطموحة لرؤية 2030، حيث تواصل المملكة قيادة المنطقة في مجال الخدمات الحكومية الذكية. الخدمة الجديدة، التي طورتها شركة علم لأمن المعلومات، تختلف جذرياً عن منصة أبشر كونها مخصصة بالكامل للمنشآت وليس الأفراد. الخبراء يتوقعون توفير مليارات الريالات سنوياً من خلال تقليل الوقت المهدور والأخطاء الإدارية، بينما تشير الدراسات الأولية إلى إمكانية تقليل مراجعات مكاتب الجوازات بنسبة تصل إلى 60%.
بالنسبة لفاطمة العتيبي، مديرة الموارد البشرية في إحدى الشركات الكبرى، فإن التأثير فوري وملموس. "لأول مرة منذ سنوات، أشعر بالطمأنينة الكاملة حول إقامات موظفينا"، تقول وهي تشير إلى شاشة هاتفها التي تعرض إشعاراً أخضر يؤكد سلامة جميع الإقامات. هذا التحول لا يقتصر على توفير الوقت فحسب، بل يقضي نهائياً على القلق والتوتر الذي كان يسود أصحاب العمل من احتمالية انتهاء صلاحية إقامات موظفيهم دون علمهم.
مع انطلاق هذة الخدمة الثورية، تؤكد السعودية مجدداً ريادتها في مجال التحول الرقمي وتحسين بيئة الأعمال. الآلاف من المنشآت بدأت فعلاً في التسجيل للخدمة، والتوقعات تشير إلى تبني شامل خلال الأشهر القادمة. السؤال الآن ليس عما إذا كانت هذه الخدمة ستغير قواعد اللعبة، بل متى ستطبق دول المنطقة نماذج مشابهة؟ هل أنت مستعد لمستقبل بلا أوراق ولا طوابير، أم ستبقى أسير الإجراءات التقليدية المعقدة؟
