في صدمة تاريخية تهز أركان الاقتصاد اليمني، تشهد العملة الواحدة انقساماً مدمراً لم يحدث من قبل في أي دولة عربية - 1095 ريال هو الفارق الذي يفصل بين شراء دولار واحد في صنعاء وعدن! هذه الفجوة الصاعقة البالغة 205% تعني أن اليمن أصبح دولتين اقتصادياً مختلفتين تماماً، والعد التنازلي لانهيار العملة نهائياً بدأ - كل دقيقة تمر تبتلع مدخراتك أمام عينيك.
الأرقام المرعبة تحكي قصة كارثة حقيقية: الدولار الواحد يكلف 534 ريالاً في صنعاء، بينما يقفز إلى 1629 ريالاً في عدن - أي ثلاثة أضعاف القيمة! أحمد المقطري، الموظف الحكومي في صنعاء، يعيش مأساة حقيقية: "راتبي الشهري لا يكفي لشراء 100 دولار لعلاج ابنتي فاطمة ذات السبع سنوات التي تحتاج عملية قلب بالخارج." الرجل يرتجف وهو يحسب: المبلغ المطلوب يساوي راتب عامين كاملين في عدن! "الأسعار غير ثابتة" كما يؤكد المصدر الرسمي، ما يعني أن الكارثة تتفاقم كل لحظة.
هذا الانهيار ليس وليد اللحظة، بل نتاج سنوات من الحرب المدمرة وانقسام البنك المركزي اليمني، حيث أدت طباعة النقود بلا ضوابط في الشمال والحصار الاقتصادي في الجنوب إلى تشطير العملة الواحدة. د. محمد الهمداني، خبير الاقتصاد في جامعة صنعاء، يحذر بنبرة جازمة: "هذا انهيار نقدي حقيقي، مشابه لما حدث في لبنان، لكن الأسوأ أن لدينا عملة واحدة بثلاثة أسعار في بلد واحد!" المقارنة صادمة: الوضع أصبح أسوأ من دول الحروب الأهلية التاريخية التي شهدت انقسام عملاتها بالكامل.
في الشوارع اليمنية، يعيش الناس كابوساً يومياً لا يمكن تخيله، حيث تتحول رحلة التسوق البسيطة إلى معادلة رياضية معقدة. أم محمد من عدن تروي بحرقة: "أذهب للسوق صباحاً بمبلغ، وعند الظهر لا يكفي لشراء نصف ما خططت له!" سالم العامري، تاجر العملة من تعز، يحقق أرباحاً خيالية تصل إلى 50% يومياً من استغلال هذه الفروقات المجنونة. النتيجة المحتملة كارثية: تقسيم اقتصادي دائم، انهيار الخدمات الأساسية، ومجاعة محتملة في المناطق المعتمدة على الاستيراد. الحل الوحيد للنجاة: تجنب الادخار بالريال فوراً والتحول للذهب أو العملات الأجنبية قبل فوات الأوان.
عملة واحدة، ثلاثة أسعار، وطن ممزق - هذا ملخص الكارثة اليمنية اليوم. النظرة للمستقبل قاتمة: هل ستصبح هناك عملتان منفصلتان رسمياً؟ أم سينهار الريال نهائياً ويتحول اليمنيون للدولار؟ على كل يمني اتخاذ قرار حاسم الآن لإنقاذ مدخراته قبل أن تتبخر بالكامل. السؤال الأخير الذي يؤرق الجميع: كم من الوقت يحتاج الريال اليمني ليختفي من التاريخ نهائياً؟