الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الريال اليمني 1617 مقابل الدولار في عدن بينما صنعاء تسجل 534 فقط!
صادم: الريال اليمني 1617 مقابل الدولار في عدن بينما صنعاء تسجل 534 فقط!

صادم: الريال اليمني 1617 مقابل الدولار في عدن بينما صنعاء تسجل 534 فقط!

نشر: verified icon مروان الظفاري 12 نوفمبر 2025 الساعة 12:25 مساءاً

في تطور صادم يعكس عمق الأزمة الاقتصادية في اليمن، يكشف الفارق السعري الباهظ للدولار الواحد بين مدينتي عدن وصنعاء عن انقسام اقتصادي شديد: حيث يبلغ الفارق 1087 ريالاً بين المدينتين، وهو ما يمثل فرقاً كبيراً ومؤثراً. هذا الفارق يُنظر إليه كأكبر أزمة لم يشهدها الاقتصاد الوطني في التاريخ الحديث. الوضع يفرض على اليمنيين اتخاذ قرارات عاجلة لتفادي خسائر مالية فادحة في المستقبل القريب، فكل دقيقة تأخير تعني مزيداً من المخاطر.

لقد انقسم اليمن من الناحية الاقتصادية إلى ثلاث مناطق صرف متفاوتة، حيث يسجل الدولار الواحد أرقاماً خيالية تصل لأكثر من ألف ريال بين العاصمة صنعاء وعدن. تظهر الأرقام والإحصائيات الصادمة أن الفجوة السعريّة تبلغ قرابة 203%، بينما شهدت العملة المحلية تراجعاً كارثياً تجاوز 500% منذ اندلاع الحرب. يشرح د. سالم الاقتصادي، 'هذا الانقسام يفرض واقعا اقتصادياً مؤلماً على اليمنيين'. المواطنون يكافحون لفهم القيمة الحقيقية لأموالهم، ويعانون من تغيرات كبيرة كل بضعة كيلومترات.

منذ بداية الحرب الأهلية في 2014، تسوده الفوضى الاقتصادية، مما أدى لتقسيم العملة إلى أسواق منفصلة. وما يزيد من تعقيد الوضع هو الصراع السياسي والمقاطعات الجغرافية التي تُهيمن عليها الأطراف المتنازعة. هذا الوضع يشبه ما عاشته لبنان في حقبة الحرب الأهلية أو انقسام ألمانيا الغربية والشرقية. الخبراء يؤكدون على أن الحل يكمن في تحقيق الوحدة السياسية أولاً ثم الاقتصادية، وإلا فإن الانقسام سيصبح دائماً.

في الحياة اليومية، تشهد كل أسرة صعوبات مالية متزايدة، فكلفة المعيشة ارتفعت بشكل لا يُصدق. تجد ربة البيت نفسها تحتاج لضعف المال لتلبية احتياجاتها الأساسية. وفي المقابل، يتمكن بعض التجار من تحقيق أرباح مرتفعة باستغلال هذا التفاوت السعري. الحل الأوحد لحل هذه الأزمة يكمن في الوحدة السياسية، وإلا ستبقى البلاد مرتهنة لتقلبات اقتصادية لا تنتهي.

اليمن يعيش في ظل أزمة اقتصادية لم يشهد مثلها في تاريخ العملات، فعملة واحدة انقسمت إلى ثلاث أسواق منفصلة. الحل الأكثر استدامة هو توحيد البلاد سياسياً واقتصادياً، وإلا فإن ذاكرة الشعب اليمني ستحتفظ بهذا الانقسام الاقتصادي للأبد. على المستوى الفردي، يُنصح اليمنيون بحماية أموالهم بتنويع مدخراتهم وتجنب الانخراط في مضاربات محفوفة بالمخاطر. لكن يبقى السؤال الأكثر صدىً: متى كان سيعود لليمن وحدة تدعمها عملة واحدة؟ المستقبل وحده يحمل الجواب.

اخر تحديث: 12 نوفمبر 2025 الساعة 02:25 مساءاً
شارك الخبر