50% من قيمة أموالك تبخرت في عامين فقط إذا كنت تحتفظ بمدخراتك بالريال اليمني،
في تطور صادم أشبه بالكارثة الاقتصادية، هبط الريال اليمني إلى هاوية غير مسبوقة، حيث يعادل الدولار الأمريكي اليوم 5 أضعاف كمية الريالات التي كان يحتاجها قبل عامين فقط.
وبينما تقرأ هذا الخبر، قد يكون سعر الدولار قد تغير مرة أخرى، وفقاً لخبراء اقتصاديين يحذرون من تقلبات جديدة قد تعصف بسوق الصرف.
بدأت رحلة جحيمية للريال اليمني من استقرار نسبي في 2023 تراوح بين 1000 إلى 1200 ريال للدولار الواحد، إلى انهيار مروع في منتصف 2025 عندما وصلت قيمة الدولار إلى 2800 ريال. وللدهشة، انتعش الريال بشكل مفاجئ خلال أسبوع واحد ليستقر عند 1636 ريال، في حركة اعتبرها المحللون الاقتصاديون "معجزة".
كما أشار أحد الخبراء: "الإجراءات الاستثنائية للبنك المركزي نجحت في وقف النزيف، لكن الجرح عميق ويحتاج لعلاج جذري".
حالة من الذعر اجتاحت الأسواق، شهدت مواطنين يحملون أكياس مليئة بالأوراق النقدية لشراء احتياجاتهم الأساسية اليومية، وسط صراخ التجار وعصيبة اللحظات.
الحرب الأهلية المستمرة منذ 2014 والانقسام السياسي المتجذر خلقا اقتصادين منفصلين، مما أدى إلى تباينات شديدة في قيم العملة بين المناطق المختلفة. فالإجراءات النقدية المتباينة وانخفاض الاحتياطات الأجنبية ساهمت في تأجيج الأزمة، في تذكير بأزمات تاريخية مثل أزمة العملة الآسيوية في 1997 وانهيار الليرة التركية في 2018.
الخبراء يحذرون من أن التحسن الحالي قد يكون مؤقتاً دون إصلاحات هيكلية شاملة وتحقيق استقرار سياسي.
من الناحية اليومية، تحول شراء الضروريات إلى معاناة متجددة، حيث تآكلت دخول الموظفين وأصحاب المعاشات بفعل التضخم المستمر وارتفاع الأسعار. مع استمرار الأزمة الإنسانية، يواجه المواطنون تحديات مضاعفة في ظل التوقعات بزيادة معدلات الفقر.
بين متفائل بالتحسن ومتشائم يتوقع انهياراً جديداً، الجميع يترقب التطورات السياسية التي قد تعيد رسم ملامح المرحلة المقبلة.
إن رحلة الريال اليمني بين الانهيار والانتعاش تعكس حالة اقتصاد يكافح وسط أحداث مأساوية ليلحق بركب الاستقرار. المستقبل مرهون بتطورات الصراع السياسي وإمكانية الوصول إلى استقرار حقيقي قد يعيد الأمل للأسواق والاقتصاد.
وأخيراً، نترك السؤال مفتوحاً: "هل سينجح الريال اليمني في الحفاظ على انتعاشه المؤقت، أم أن الأسوأ لم يأت بعد؟"