كشفت البيانات المحدثة لأسعار الذهب والعملة اليمنية اليوم الأحد 2 نوفمبر 2025 عن فجوة صادمة في الأسعار بين صنعاء وعدن، حيث يواجه الاقتصاد اليمني انقساماً حاداً يعكس عمق الأزمة المالية التي تضرب البلاد منذ سنوات.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 في عدن مستوى قياسياً بلغ 191,300 ريال يمني، بينما لا يتجاوز سعره في صنعاء 61,000 ريال فقط، مما يعني أن الفارق يزيد عن ثلاثة أضعاف. هذا التباين الهائل يضع المواطنين في صنعاء أمام مفارقة غريبة، حيث يمكنهم شراء نفس كمية الذهب بثلث التكلفة المطلوبة في عدن.
لا تقتصر الفجوة على أسعار الذهب فحسب، بل تمتد لتشمل الصرف في اليمن أيضاً. فالدولار الأمريكي يُتداول في عدن بسعر يتراوح بين 1617-1632 ريالاً، بينما يبلغ سعره في صنعاء 535-538 ريالاً فقط. كما يُباع الريال السعودي في عدن بـ 425-428 ريالاً، مقابل 140-140.5 ريالاً في صنعاء.
ويرى المحللون الاقتصاديون أن هذا التباين الجذري في الأسعار يعكس واقع انقسام الريال اليمني بين منطقتين تخضعان لسلطات مختلفة وتطبقان سياسات نقدية متباينة تماماً.
تشهد سوق الذهب العالمية ارتفاعاً ملحوظاً حيث وصل سعر الأوقية إلى 4004 دولارات، الأمر الذي ينعكس بصورة مختلفة على السوقين اليمنيتين. ففي حين يتأثر سوق عدن بشكل مباشر بالتقلبات العالمية نظراً لارتباطه بالدولار، يبدو سوق صنعاء أكثر انعزالاً عن هذه التغيرات بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها.
وتؤكد أسعار الصرف اليوم حالة الانقسام الاقتصادي الحاد، حيث يعيش اليمنيون في بلد واحد بعملتين مختلفتين تماماً من ناحية القوة الشرائية. هذا الوضع يخلق تحديات جمة للمواطنين الذين يضطرون للتنقل بين المناطق أو التعامل التجاري عبر المحافظات.