بينما تستعد الشعوب في المنطقة العربية، لاستقبال عيد رمضان المبارك، اعادة الله علينا وعليكم، يبرز الخلاف بين الحسابات الفلكية والرؤية التقليدية في تحديد موعد العيد.
أشار الفلكي عادل السعدون، رئيس الجمعية الفلكية الكويتية، إلى أن هذا الخلاف يتجلى بوضوح هذا العام، حيث أعلن أن العيد وفق الحسابات الفلكية سيكون يوم الأحد، بينما وفق الرؤية الشرعية سيكون يوم الإثنين. هذا التباين يعكس الفجوة الزمنية بين الطريقتين، والتي تصل إلى 16 ساعة.
يعتبر الخلاف بين الفلك والرؤية موضوعًا متكررًا، حيث تعتمد الحسابات الفلكية على العلم والتكنولوجيا لتحديد بداية الشهر الهجري، بينما تعتمد الرؤية على مشاهدة الهلال بالعين المجردة.
السعدون أشار في تصريحاته إلى أن هذا الخلاف ليس جديدًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا مع تطور العلم وتزايد الاعتماد على الحسابات الفلكية. ومع ذلك، يبقى للرؤية الشرعية مكانتها في العديد من الدول الإسلامية.
أوضح السعدون أنه يفضل دائمًا الإعلان عن موعد العيد بناءً على التقويم الفلكي الاقتراني، الذي يعتبر أكثر دقة من الرؤية التقليدية. وأكد أنه على الرغم من تمسكه السابق بالرؤية، إلا أن الظروف الحالية ومتطلبات الجمهور دفعت به إلى التركيز على الحسابات الفلكية. هذا النهج يعكس التوجه نحو الاعتماد على العلم في تحديد المناسبات الدينية.
ويميل الكثير من المختصين إلى الاعتماد على الحسابات الفلكية لتحديد موعد العيد. السعدون أشار إلى أن الجمهور يفضل الإعلان عن العيد بناءً على الحسابات الفلكية، مما يعكس التحول التدريجي نحو العلم في تحديد المناسبات الدينية. هذا التحول قد يسهم في تقليل الخلافات المستقبلية بين الفلك والرؤية.
و يظل الخلاف بين الفلك والرؤية في تحديد موعد عيد الفطر قضية مستمرة، تعكس التحديات التي تواجهها المجتمعات في التوفيق بين العلم والتقاليد. ومع تزايد الاعتماد على الحسابات الفلكية، قد نشهد في المستقبل توافقًا أكبر بين الطريقتين، مما يسهم في توحيد موعد الاحتفال بالعيد في مختلف الدول الإسلامية.
