الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٥٥ مساءً

كلنا شركاء القاتل !

نبيل الصوفي
الاثنين ، ٠٣ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٠١:١٧ مساءً
أشعر بنعاس شديد.. كأن النوم يريد أن يخطفني بعيدا عن الزمان والمكان..

الى حيث لا أقرأ شيئا عن حادثة اغتيال محمد عبدالملك المتوكل..

وزمنا، كل هذا لن يطول.. لن يزيد وجعنا عن اسبوع بالكثير.. وهذا كثير جدا.. بعضنا سينتهي تفجعه مع قوله كلمة الفجيعة الأولى..

هل تلاحظون، كمية العزاء والتفجع؟
كلنا نتحدث عن حبنا وتقديرنا واعجابنا واتفاقنا واقتدائنا بالرجل..

وفي لمح البصر، ممكن ندحرج جثته بأطراف اقلامنا، لندين به وهما..

ولا طرف، سيقول: خلافاتنا، هتكت ستر البلاد..
ولا حد سيقول: لم ندافع عن رشد كل صاحب رأي، مهما كان الخلاف..

لن يعترف أحد: كان موقفنا من الرصاص أقل مما يجب..
لن يقول: أنا الطغيان.. ولا: أنا الجبان..

سيفتش الحوثيون عن داعش، وسيتحدث الاصلاحيون عن مايثيره سلاح اللجان، وسيقول المؤتمر، كنتم في خيمة.. وسيغلق هادي على نفسه أكثر وأكثر..

ولا أحد، سيقف لحظة صمت ليقول: هذا نصيبي من السوء.. هذا خطئي في الخطاب وفي الفعل وفي التحالف وفي التخاصم..

وستبقى الرصاصة، ملقية على أرض، قتلت فيها روحا..
هي قتلت اليوم، كبيرا في السن.. وغدا ستهجر قرى، وتحرق بشر، وتحتفي بازدحام الرؤوس..

فمن قتل نفسا.. كأنما قتل الناس جميعا..

ومن صمت عن مسئوليته
ومن زاد من التهريج والتهويش والفجور
ومن وسد له مسئولية، هو ليس أهلا لها..

.... كلهم.. كلنا شركاء القاتل، هو لم يفعل الا اطلاق الرصاصة..

وكلنا صنعنا له الرصاصة والسلاح.. والكراهية..
ربما، علمنا اليوم، أن روحا أزهقت.. لأن اسم صاحبها معروف..

اذا ندين قتل المعروف فقط.. أما القتل والقاتل.. فكلنا قتلة.. كلنا قاتلون.. وفي النتيجة الحقة الناصعة: ونصيب كلنا من القتل وارد..


من صفحة الكاتب على " الفيس بوك "