السبت ، ٢٠ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٠٠ مساءً

أوقفوا الحرب الطائفية

طارق العضيلي
الاثنين ، ١٤ يوليو ٢٠١٤ الساعة ٠١:٤٠ مساءً
ما كان الحوثي لينجح في اكتساح المناطق التي اكتسحها لو كانت القبائل في هذه المناطق تشعر أنها شريكة فعلية في إدارة مناطقها، فمشاعر الإقصاء والتهميش والظلم كانت هي السلاح الأمضى الذي استخدمه المتمرد الحوثي لطرد سلطة الدولة و تقويض المؤسسة العسكرية المحسوبة على الثورة وتفجير ونسف البنية التحتية لكل القوى المعادية له من هذه المناطق، هذا يكشف أن اليمن تدفع ثمن انحراف السياسات عن روح العملية السياسية، بعد سقوط عمران لن ترجع اليمن إلى الوضع الذي كان قائماً قبل ما حصل في عمران عدم التعامل بواقعية مع هذا الواقع يعني الغرق في حرب أهلية مدمرة ذات جاذبية إقليمية قاتلة.

إن الحرب التي تقودها جماعة الحوثي اليوم هي موجهة بالأساس ألى أعمدة ومؤسسات الدولة، بل وتستهدف عناصر تأمينها وقدراتها الاقتصادية، هل هذه المعركة ضرورية؟ وهل مزيد من القتل ضروري؟ وهل الدوس على جثث الناس بالأحذية من اجل الاستيلاء على السلطة امر لابد منه؟

أم أن المعركة التي ينبغي أن يقودها الجميع هي معركة التنمية ومعالجة العجز في الميزانية والتقليل من الفقر وتوفير الطاقة الكهربائية للناس وتحسين دخلهم على الجميع أن يدركوا أن الأيديولوجية الحوثية ما هي إلا كذبة من أكذوبة التاريخ.

لا يستطيع اليمن احتمال سيطرة المتمرد “ الحوثي” على أجزاء من أراضيه، لا تستطيع المنطقة احتمال قيام ولاية “حوثية” على جانبي الحدود السعودية او على الاقليم الشمالي الغربي من اليمن فالانتصارات التي حققها المتمرد الحوثي كانت بفضل الانهيار الذي ضرب العلاقات القبلية والتي تفاقمت بفعل أسلوب المشيخة والعنصرية والسلالية المقيتة. إن ما نشاهده اليوم على أرض الواقع حقيقة هو إخفاق تاريخي، لأن أغلبنا لم يعرف معنى المواطنة، وكيف يتعامل مع الوطن يبدو أن الجميع اليوم تخلوا عن فكرة بناء الدولة ومواجهة تحدياتها الأمنية والاقتصادية ليفسحوا المجال أمام الجماعات الارهابية تعبث باليمن ارضاً وإنسانا.

ما حدث ويحدث في محافظة عمران يعيد الذاكرة إلى ما قبل حصار صنعاء عام 1967م حيث أحكمت القوى المعادية لثورة سبتمبر طوقها على مداخل العاصمة الرئيسية وجبالها المحيطة في محاولة يئسة لإسقاط الثورة وإعادة النظام الكهنوتي إلى الواجهة.. ولعل الأقرب إلى المنطق، أن ما يحدث اليوم من تداعيات عسكرية وأمنية خطيرة على تماسك المجتمع اليمني ونظامه السياسـي الشرعي يمثل تحدياً حقيقياً على اللحمة الوطنية والاستقرار..

لقد قاد الشعـب اليمني في مطلع ستينيات القرن المنصرم ثورة جذرية بكل ما تحمله الكلمة من دلالات.. وها هي تجربة التحول السياسي في إعادة بناء الدولة على أسس حديثة ومتطورة تتعرض اليوم لمخاطر تقويضها من الأساس وإعـادة البـلد إلى مربعات الفرقة والتنافر والشتات وهو ما يدعو الى تضافر الجهود ووحـدة الاصطفاف الداخلي ومع الأسف الشديد، فإن القوى المتناحرة على الساحة الوطنية تحظى بنفس الدعم والتأييد من بعض القوى الإقليمية حالياً كما كانت الحالة في الماضي .. بمعنى آخر أن تلك القوى الخارجية لا تزال تمعن التدخل في شؤون.

اليمن راهناً، إذ تعمل على تغذية النزاعات المذهبية والطائفية والشطرية ومد عناصرها بالمال والسلاح على أسس مذهبية وطائفية .