الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٤ مساءً

حزب الاصلاح والمتطرفين

علي منصور
الجمعة ، ٢٥ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
في الفترة الأخيرة اثارت بعض المستجدات علامات استفهام حول العلاقة بين الجماعات المتطرفة دينياً كالقاعدة والأحزاب الدينية في اليمن (الاصلاح والرشاد) وحتى جمعية علماء اليمن.

اول هذه القضايا وأهمها هي هزالة الأحكام التي يصدرها القضاء الذي وزيره هو القاضي الإصلاحي العرشاني (وهو بالمناسبة كاتب بصائر احد كبار القادة العسكريين ملاك الأراضي في اليمن)... فهذه الأحكام التي رأيناها لمجرمي السبعين وقتلة اللواء الركن سالم قطن تحمل بشكل مباشر رسالة امن وأمان واضحة للقاعديين بأنهم بحماية هذا القضاء ولن يمسهم سوء. وليتحركوا ويهاجموا ويقتلوا بحسب التعليمات ... وإن قبض عليهم فلن يطالهم اعدام ... وإن سجنوا سيتم التواطؤ لتهريبهم... وإن هربوا لن تتم ملاحقتهم... ولا شك أن الملاحقة الأخيرة تمت بضغط امريكي بعد أن شاهد الجميع ذلك الحفل الصلف لهذه الجماعة المجرمة... ونبتهل الى الله أن يكون بين من سقطوا المخططين والمجرمين المسئولين عن جرائم مستشفى العرضي والمكلا وعدن والسبعين وغيرها...

القضية الثانية تتمثل في أنه رغم تشكيل اللجان للتحقيق في مختلف جرائم القاعدة إلا اننا لم نقرأ عن نتيجة لأي من هذه اللجان ولم نسمع لها خبراً بعد تشكيلها... وهو الأمر الذي يجعلنا نشك بأن التحقيقات، إن كانت قد اجريت اصلاً، اخفيت للتستر على أطراف شريكة في السلطة.

القضية الثالثة هي هذه الحمية والغيرة الشديدة على "القانون" والتي ابدتها جمعية علماء اليمن التي خرجت علينا ببيان يندد بالهجمة الأخيرة على الارهابيين بدعوى أن هذا "قتل خارج اطار القانون" في الوقت الذي لم نرها تدين أي من الهجمات التي تعرض لها الجنود والمرضى والمواطنين العابرين من هؤلاء القتلة... وكأنما قتل اولئك الجنود والمواطنين هو ضمن اطار القانون والشرع الذي يدينون به...

مثل هذه العلاقة المشبوهة بين الأحزاب الدينية والارهاب ليست بغريبة... وما مصر عنا ببعيد... انظروا الى الارهاب الذي انتشر فيها بعد ازاحة الاخوان المسلمين عن السلطة... وهو نفس ما كان قد بدأ في الظهور في جبال الشعانين في تونس عندما حدث التوتر بين حزب النهضة الاسلامي والقوى السياسية الاخرى التي كانت تطالب بإقالة حكومة النهضة واستبدالها بحكومة كفاءات. ولم تتوقف الأعمال الارهابية هناك إلا بعد أن توصل الطرفان لاتفاق تقاسم للسلطة.