الثلاثاء ، ١٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٣٣ مساءً

باسندوه ... رجل المرحلة!

علي منصور
الخميس ، ٢٤ ابريل ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٤٠ مساءً
بصراحة الحدث مهم ولا يجب أن يمر مرور الكرام دون تعليق... فنحن بالفعل أمام رئيس حكومة شديد الاجتهاد والاخلاص لعمله ... وهو بحق رجل هذه المرحلة (التي نعرف جميعاً أن رأسها في الحصبة) ... رئيس حكومة يمارس مهام ادارة الحكومة باكياً ومبتسماً، عن قرب وعن بعد، واقفاً وجالساً، صبحاً ومساءً... حتى أثناء اجازته العلاجية نجد أنه لا يبخل بوقته الثمين على هذا الشعب الذي اولاه ثقته فنجد أنه يقتطع منه ما يلزم لتكريم النابغة اليمنية المقيمة في دولة الامارات الشقيقة السيدة مناهل ثابت ... ولا تدققوا كثيراً في كون هذا التكريم جرى وهو في زيارة خاصة لدولة الامارات ... أو انه جرى بين جدران القنصلية اليمنية في دبي بحضور محدود ... فالرجل اراد بهذه المفاجأة العملية التي ادخلت السرور على قلوبنا كيمنيين أن يرسل رسالتين هامتين الى الداخل: الرسالة الاولى موجهة الى رئيس الجمهورية بأن رئيس الحكومة ليس بالشخص المتهرب من مسئولياته في هذه الأوقات العصيبة، والرسالة الثانية موجهة الى الشعب اليمني المصطف عند محطات الوقود بأن رئيس حكومتهم لم ولن ينساهم وأنهم في باله في حله وترحاله... فعلاً إنكار للذات وتفاني غير مسبوق ... وعلينا أن نتذكر أن هذا التكريم كان على رأس المهام العاجلة والملحة التي كان لابد من إنجازها قبل أي شيئ آخر ... فقام بها رئيس حكومتنا بكل كفاءة واقتدار وبتفاني يستحق الثناء عليه.

كما أن بقية مشاكل البلد سواءً أزمة الوقود او مسألة أن الدولة على حافة الافلاس او حتى المشاكل الاخرى التافهة مثل الضربة التي يجري توجيهها للقاعدة في محافظات ابين وشبوه والبيضاء... كل هذه مشاكل بسيطة تستطيع الانتظار الى عند عودته المظفرة بعد أن انجز هذا التكريم العاجل والملح ... فالأولوية سوف تظل دائماً لتكريم السيدة مناهل الحائزة على 120 جائزة عالمية والتي تقول بعض الدعايات المغرضة أنها اضطرت لمجاملة رئيس الحكومة للحضور الى القنصلية اليمنية في دبي لاستلام شهادة التكريم حتى على حساب وقتها الثمين وأشغالها العديدة ... فماذا تفعل بورقة موقعة من باسندوة ... ولولا أن النسر الذهبي شعار الدولة اليمنية، وطنها الام، مطبوع على تلك الورقة لما كانت قيمتها تختلف كثيراً عن أي ورقة تواليـــ ؟...

ويخطئ من يقول أنه كان على رئيس الوزراء أن يعود سريعاً الى أرض الوطن كما يفعل رؤساء الحكومات عندما يكونون خارج بلدانهم ثم يحدث ما يحدث وتتعرض بلدانهم لكوارث طبيعية أو لهزات اقتصادية أو مخاطر امنية... هزات من قبيل افلاس الدولة أو ازمة وقود أو شن هجمات جوية ضد معاقل الارهاب... ذلك أن انشغال باسندوة بهذا التكريم وإعطاءه الأولوية على كل هذه المسائل التافهة ليس إلا عملاً ذكياً ينم بوضوح عما يتمتع به رئيس حكومتنا من حسن تقدير للامور ... وهو الرجل الذي لا تفوته هذه اللفتات ... ولا شك أن اصدقاء اليمن الذين يتطلعون بتلهف شديد للالتقاء برجال الاقتصاد والسياسة في حكومتنا الموقرة في لندن الاسبوع القادم سوف يثمنون هذا الموقف ويستنبطون منه أن هكذا رئيس حكومة حكيم لابد أن يكون محاطاً بوزراء كفؤين قام بانتقائهم بعناية شديدة ... وزراء جديرين بالثقة... وهو ما سينعكس بكل تأكيد على حجم المنح والمساعدات التي سيقدمونها لليمن طالما أنهم واثقين من قدرات حكومتنا ورئيسها ... كما أن شعوب المنطقة والعالم وملوكها وامرائها ورؤسائها سوف يحسدوننا على هكذا رئيس حكومة ... وقد نصاب بالعين... فلا تقوم لنا قائمة ... لطفك يارب!

ايها السادة... إن هذا التصرف الحكيم لرئيس حكومتنا يثبت لنا بشكل قاطع أن لا قلق ولا خوف على مصالحنا نحن ابناء الشعب اليمني المغلوب على أمره ... وأن بمقدورنا أن ننام في بيوتنا قريري العين مطمئنين الى أن عيون رئيس حكومتنا ساهرة على رعاية هذه المصالح وحمايتها. كما يبين لنا هذا الموقف حجم الخطاء الكارثي الذي كان الرئيس هادي سيقع فيه لو أنه قام بتغيير رئيس الحكومة ... وصوابية الموقف الاصلاحي المعارض لهذا التغيير ... ولتكن الجمعة القادمة جمعة (لا داوي ولا هدار ... باسندوه افضل خيار).